لطالما كانت القطط من الحيوانات الأليفة المحبوبة لدى الكثيرين ولكن يظل سؤال واحد يشغل بال معظم أصحاب القطط لماذا تخاف القطط من الماء الإجابة على هذا السؤال تتجاوز مجرد اعتقاد عام وتعود إلى عوامل بيئية وجسدية ونفسية عميقة، هذه الخوف لا يعود إلى نقص في الشجاعة أو القدرة على التكيف بل هو جزء من طبيعتهن التي تطورت عبر الآلاف من السنين.
أصل الخوف من الماء
يعود خوف القطط من الماء إلى أصولها البرية وتاريخها التطوري، القطط البرية كانت تعيش في بيئات جافة وصحراوية حيث لم تكن المياه عنصرا أساسيا في حياتها، وعلى عكس الكلاب التي تطورت في بيئات رطبة أو قرب المسطحات المائية كانت القطط بحاجة إلى تجنب العناصر التي تشكل تهديدا أو غير مألوفة، تطور هذا السلوك كآلية تكيفية ساعدت القطط على البقاء في بيئات قاسية حيث كانت المياه قد تكون ملوثة أو حتى محفوفة بالمخاطر، على الرغم من أن بعض السلالات قد تكون أكثر تقبلا للماء فإن الخوف من الماء يبقى سمة غالبة بين معظم القطط.
التأثير الجسدي والنفسي للماء على القطط
من الناحية الجسدية لا تجد القطط نفسها قادرة على التعامل مع الماء كما تفعل بعض الحيوانات الأخرى مثل الكلاب، فراء القطط الذي يعد من أفضل وسائلها في العزل ضد البرد يصبح ثقيلا وغير مريح عندما يتبلل، هذا يؤدي إلى شعور بعدم الراحة وفقدان القدرة على الحركة بحرية مما يسبب لها التوتر، علاوة على ذلك القطط لا تتمتع بنفس القدرة على تجفيف فرائها كما تفعل الكلاب ما يزيد من مدة معاناتها، وعلى الصعيد النفسي يمكن لأي تجربة سيئة مع الماء أن تترك أثرا دائما في الذاكرة مما يعزز خوفها منه، على سبيل المثال إذا تعرضت القطة للرش بالماء كعقاب أو تم إجبارها على الاستحمام بشكل مفاجئ قد يؤدي ذلك إلى تشكيل صورة سلبية عن الماء في عقلها.