نجح علماء الحفريات في التعرف على نوع جديد من الزواحف يعود إلى العصر الثلاثي، أطلق عليه اسم Threordatoth chasmatos، وذلك من خلال حفريات مكتشفة في محجر كرومهول بجنوب جلوسيسترشاير، إنجلترا ويعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى مجموعة الكائنات التي عاشت في حقبة ما قبل التاريخ، والتي تم العثور عليها في هذا الموقع المعروف ببقايا زواحف وسحالي قديمة.
مواصفات الزاحف المكتشف
ينتمي النوع المكتشف إلى فصيلة البروكولوفونيدس، وهي مجموعة من الزواحف شبيهة بالسحالي التي ازدهرت خلال العصر الثلاثي قبل انقراضها وتشير الدراسات إلى أن Threordatoth chasmatos كان يتميز بأشواك عظمية على رأسه ودرع يحمي جسمه، مما جعله شبيهاً بالسحالي ذات القرون في عصرنا الحديث.
ورغم أن الحفريات المكتشفة شملت فقط أجزاء من فك الحيوان، إلا أنها قدمت معلومات مهمة عن تكيفات النظام الغذائي لهذا النوع وأوضح الدكتور لوك ميد، الباحث الرئيسي من جامعة برمنغهام، أن هذه الحفريات تقدم رؤى فريدة حول تطور البروكولوفونيدس وأدوارها البيئية.
تفاصيل التكيفات الفريدة
تضمنت أبرز سمات الزاحف المكتشف هيكل الفك غير المندمج، والذي كان مثبتًا بالأربطة، مما أتاح له كفاءة عالية في المضغ وقدرة على امتصاص الصدمات أما الأسنان، فقد تميزت بوجود أربعة أسنان ثلاثية الرؤوس على كل جانب من الفك، وهو تكوين غير مسبوق بين أقارب هذا النوع.
ويرى العلماء أن هذا التكيف الفريد يشير إلى نظام غذائي متخصص، ربما شمل النباتات، في وقت كانت البروكولوفونيدس تتحول تدريجيًا إلى كائنات عاشبة خلال أواخر العصر الثلاثي.
أهمية الموقع والاكتشافات المستقبلية
يستمر محجر كرومهول في لعب دور محوري كموقع غني بالحفريات التي تساعد على فهم النظام البيئي للعصر الثلاثي وأكد الدكتور ميد أن الجهود المستمرة لفحص الشقوق والمواد الدقيقة في هذا الموقع قد تسفر عن اكتشاف أنواع جديدة من الكائنات، مما يساهم في تسليط الضوء على تطور الزواحف المبكرة وتنويعها البيئي.
وتمثل هذه الحفريات مثالاً حياً على أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية الطبيعية لدراسة تطور الحياة على كوكب الأرض ومن المتوقع أن يفتح هذا الاكتشاف المجال أمام دراسات أعمق حول تطور الزواحف وأدوارها في النظم البيئية القديمة.