«سر من أسرار الفراعنة»… هل سمعت عن مقابر الفِيَلة في مصر القديمة.. اعرف التفاصيل

كشفت الدراسات الأثرية في جبانة “هيراكونبوليس” عن دفنات نادرة للفِيَلة، تعود لعصر ما قبل الأسرات، مما يلقي الضوء على أهمية هذا الحيوان في مصر القديمة.

تم العثور على بقايا عظمية لعدة أفيال دُفنت بعناية، بعضها في مقابر مزودة بمتاع جنائزي يشبه الطقوس المرتبطة بالبشر، بما في ذلك أوانٍ فخارية وأدوات زينة ومواد غذائية وأظهرت دراسة إحدى الدفنات استخدام أعمدة خشبية كبيرة لتوفير الظل للفيل قبل وفاته، مع تغطيته بأقمشة فاخرة أثناء الدفن.

يرجح الباحثون أن دفن الفِيَلة ارتبط برمزيتها للقوة والسيطرة، إذ كانت تعتبر انعكاسًا لقوة الحاكم وهيبته، وربما كانت هذه الدفنات تمثل طقسًا فخريًا لتخليد هذه الرمزية وعلى الرغم من غياب دليل واضح على دور ديني أو عقائدي للفيل، إلا أن ارتباطه بالمفاهيم الملكية والحيوانات الرمزية السائدة حينها، مثل الثور، يعزز فرضية ارتباطه بتأثير الحاكم وقوته.

وتشير الأدلة إلى أن العناية بتلك الدفنات كانت تعبيرًا عن الثراء والرفاهية التي تمتعت بها الطبقات الحاكمة، حيث كانت الجبانة تعجّ بالمقابر الفاخرة، ما يبرز التنافس بين الحكام الأوائل لإظهار نفوذهم من خلال رموز القوة مثل الفِيَلة. وتظل هذه الاكتشافات شاهدة على العلاقة المعقدة التي جمعت بين الإنسان والطبيعة في سياق ديني واجتماعي عميق.

تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن دفن الفِيَلة في مصر القديمة قد يكون مرتبطًا بالاحتفالات بانتصارات الصيد الملكية، حيث كانت الأفيال تعدّ رمزًا للهيمنة والسيطرة على الطبيعة ويعتقد الباحثون أن هذه الممارسات لم تكن مجرد تعبير عن القوة، بل كانت جزءًا من الطقوس الاجتماعية والسياسية التي هدفت إلى ترسيخ مكانة الحاكم وتعزيز هيبته أمام الشعب والخصوم.