في خطوة مفاجئة ومثيرة للاهتمام أعلنت مصر عن خططها لحفر 5 آبار بترولية جديدة في خليج السويس وهو اكتشاف قد يحمل تأثيرات كبيرة ليس فقط على أسواق النفط العالمية بل أيضًا على التوازنات الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط مع الاحتياطيات المتوقعة التي تتجاوز 100 مليون برميل يبدو أن مصر بصدد دخول مرحلة جديدة في قطاع الطاقة قد تجعلها من أغنى الدول في العالم وهذا الاكتشاف الذي يثير القلق في عواصم مثل أمريكا وروسيا قد يغير معادلة الطاقة العالمية ويضع السعودية والإمارات في موقف التحدي.
مشروع حفر 5 آبار في خليج السويس
في خطوة طموحة تعتزم شركة بترول خليج السويس (جابكو) بالتعاون مع تحالف من الشركات المصرية حفر 5 آبار تنموية جديدة في حقلي شمال صفا والوصل وهذه الآبار لا تمثل فقط تعزيزًا لقدرة مصر على إنتاج النفط بل تحمل أيضًا في طياتها إمكانيات ضخمة لمستقبل قطاع الطاقة في البلاد وبحسب البيان الصادر عن منصة الطاقة المتخصصة فإن الاستثمارات المتوقعة لهذا المشروع تتجاوز 226 مليون دولار وهي مخصصة لحفر الآبار وإنشاء منصات تسهيلات إنتاج وتوسيع شبكة خطوط الأنابيب البحرية.
احتياطيات ضخمة أكثر من 100 مليون برميل
أحد أبرز ملامح هذا المشروع هو الاحتياطي الكبير الذي ستحققه هذه الآبار الجديدة ووفقًا للتوقعات يتجاوز إجمالي الاحتياطيات في حقلي شمال صفا والوصل 100 مليون برميل وهذا المخزون الهائل من النفط سيمنح مصر قاعدة قوية لتطوير قطاع النفط ويعزز قدرتها على زيادة الإنتاج بشكل ملحوظ والهدف هو الوصول إلى إنتاج 15 ألف برميل يوميًا في النصف الثاني من عام 2025.
دور الشركات المصرية والإماراتية في التنفيذ
الجانب المحلي في هذا المشروع يعكس قوة قطاع الطاقة المصري حيث يتعاون تحالف من الشركات المصرية لتنفيذ أعمال الحفر والتنمية ويضم هذا التحالف كل من إنبي وبتروجت وخدمات البترول البحرية وهي شركات تمتلك خبرات كبيرة في إدارة مشروعات النفط والغاز ، بالإضافة إلى الشركات المصرية تلعب شركة دراغون أويل الإماراتية دورًا مهمًا في تنفيذ هذا المشروع وفي عام 2020 استحوذت شركة دراغون أويل على 100% من حقوق شركة بي بي مصر في صفقة بلغت قيمتها 850 مليون دولار لتصبح شريكًا رئيسيًا في تطوير حقول النفط في خليج السويس وتهدف الشركة الإماراتية إلى زيادة إنتاجها من هذه الحقول من خلال تنفيذ مشروع طموح للإنتاج المبكر بإجمالي استثمارات تصل إلى 200 مليون دولار.
تأثير هذا الاكتشاف على أسواق النفط العالمية
هذا الاكتشاف يشكل نقلة نوعية في صناعة النفط المصرية وعلى مدار العشرين عامًا الماضية كان خليج السويس مسرحًا لاكتشافات نفطية محدودة ولكن مع هذا المشروع الجديد سيضاعف إنتاج مصر النفطي بشكل كبير مما يضعها في موقع منافس عالميًا ووفقًا للتوقعات يمكن أن تصبح مصر من بين الدول التي تساهم بشكل كبير في تزويد الأسواق العالمية بالنفط مما قد يُحدث تحولًا في استراتيجيات الدول الكبرى في هذا القطاع.
مستقبل الطاقة في مصر
من خلال هذه الاكتشافات تسعى مصر إلى تعزيز استقلالها في الطاقة وتقليل اعتمادها على الواردات النفطية مع زيادة إنتاجها من النفط والغاز وستتمكن مصر من تحقيق توازن أكبر في ميزانها التجاري وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة ، وإلى جانب تأثيره على سياسة الطاقة يمثل هذا المشروع فرصة اقتصادية كبيرة ، حيث سيساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز ، كما أنه سيعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية هامة في المنطقة.