تثير المناطق التاريخية في تركيا فضول الزوار من جميع أنحاء العالم، لكن اكتشاف مدينة كاملة تحت الأرض في كابادوكيا بمحافظة نوشهر، أضاف بعدًا جديدًا للحضارة القديمة، وهذه المدينة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام ليست مجرد موقع أثري، بل كانت موطنًا لآلاف الأشخاص الذين أسسوا مجتمعًا متكاملًا بعيدًا عن ضجيج السطح.
مدينة تحت الأرض تضم 50 ألف نسمة
تعد هذه المدينة الأكبر تحت الأرض في تركيا، ويعيش بها حوالي 50 ألف شخص، مما يجعلها مثالًا فريدًا على تصميم المجتمعات القديمة، وتقع المدينة بين تلال نوشهر وقيصرية، وتتميز بممراتها وأنفاقها التي تمتد لمسافة تصل إلى 7 كيلومترات، وهذا الاكتشاف يبرز عبقرية السكان القدامى في الاستفادة من تضاريس المنطقة لإنشاء مجتمع آمن ومزدهر.
كيف تم اكتشاف المدينة؟
جاء الاكتشاف بمحض الصدفة أثناء أعمال إنشاء مشروع سكني، حيث تم العثور على ممرات وأنفاق تحت الأرض. كشفت التحريات أن المدينة كانت مجهزة بشكل متكامل للحياة اليومية، مع أنظمة تهوية، مناطق لتخزين الطعام، ومساحات للعبادة، وهذا التصميم يعكس مستوى عالٍ من التنظيم الاجتماعي والاقتصادي.
أهمية الاكتشاف التاريخي
يشير الخبراء إلى أن هذا الموقع يكشف عن طريقة حياة المجتمعات القديمة وكيف تعاملت مع التحديات البيئية والسياسية، والمدينة تعتبر دليلاً على قدرة الإنسان على التكيف مع مختلف الظروف.
تمثل المدينة تحت الأرض في كابادوكيا رمزًا فريدًا للإبداع البشري، حيث أظهرت التحليلات أن سكانها اعتمدوا على نظام بيئي متكامل، يشمل تخزين المياه والطعام لفترات طويلة، مما ضمن لهم الاكتفاء الذاتي في مواجهة أي تهديدات خارجية، وبالإضافة إلى ذلك، تشير الممرات الطويلة المتصلة إلى وجود استراتيجية دفاعية متطورة، حيث كانت هذه الأنفاق بمثابة ملاذ آمن للسكان في أوقات الخطر، مما يعكس عبقرية التنظيم والحماية في العصور القديمة.