وسط التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي أذهلت مصر العالم بإعلان اكتشاف أكبر حقل غاز في العالم باحتياطيات تصل إلى 65 مليار متر مكعب ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تلعب فيه الطاقة دورًا محوريًا في تحديد ملامح الاقتصاد العالمي مما يجعل هذا الإنجاز المصري بمثابة زلزال اقتصادي قد يعيد رسم خريطة الطاقة الدولية والاكتشاف الجديد لا يمثل فقط دفعة قوية لقطاع الطاقة في مصر بل يضع البلاد في صدارة الدول المصدرة للغاز ويثير اهتمام ودهشة كبرى القوى العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة.
تفاصيل الاكتشاف لأكبر حقل غاز
أعلنت وزارة البترول المصرية عن هذا الاكتشاف الاستثنائي الذي تم بالتعاون مع شركة “خالدة للبترول” الممثلة لشركة أباتشي الأميركية والهيئة المصرية العامة للبترول ويقع الحقل في منطقة “غرب فيوبس -1” في الصحراء الغربية ويعد من أهم الاكتشافات التي شهدها القطاع خلال السنوات الأخيرة وتمت اختبارات الحقل الجديد على عمق حوالي 270 قدمًا في رمال الباليوزوي حيث بلغت الطاقة الإنتاجية اليومية:
- 7,165 برميل نفط خام بدرجة جودة عالية (44 درجة).
- 23 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب يوميًا.
- وتشير البيانات الجيولوجية إلى شواهد نفطية قوية بسمك يصل إلى 462 قدمًا مما يعزز الآمال بأن المنطقة تخفي المزيد من المفاجآت.
نهضة في قطاع الطاقة المصري
الاكتشاف الجديد ليس الأول من نوعه بل يأتي ضمن سلسلة من النجاحات المتتالية التي حققتها مصر في قطاع الطاقة خلال العام المالي 2023-2024 وشهدت هذه الفترة تحقيق 10 اكتشافات رئيسية بقيادة شركة خالدة للبترول ، كما أعلنت شركات دولية أخرى مثل إيني الإيطالية عن اكتشافات هامة ، وفي بداية العام تم الكشف عن احتياطيات غاز ضخمة تُقدر بـ10 تريليونات قدم مكعبة ، إضافة إلى ذلك يترقب القطاع إعلان نتائج بئر “أوريون 1 إكس” الذي يحمل آمالًا كبيرة بمزيد من الموارد ولم تقتصر الجهود المصرية على الاكتشافات فقط بل شملت أيضًا استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية للطاقة كالتالى:
- أعلنت شركة شل عن خطط لتوسيع استثماراتها في حقول الغاز بمنطقتي غرب مينا وخوفو.
- كشفت شركة شيفرون الأميركية عن تقديرات احتياطيات ضخمة بحوالي 3 تريليونات قدم مكعبة فالبحر المتوسط.
- شركة “تاج أويل” الكندية تعمل حاليًا على تطوير موارد تقدر بـ500 مليون برميل من بئر في حقل بدر.
أهمية الاكتشاف للاقتصاد العالمي
في الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول تحديات في تلبية احتياجاتها من الطاقة ويأتي هذا الاكتشاف كنعمة اقتصادية قد تسهم في:
- استقرار أسعار الطاقة عالميًا لتوفر احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي دعمًا كبيرًا للسوق العالمية.
- تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة لأن الغاز الطبيعي يُعتبر مصدرًا أقل تلويثًا مقارنة بالنفط والفحم مما يساعد في تحقيق أهداف الاستدامة.
- تقليل الاعتماد على موارد محدودة ويتيح هذا الاكتشاف تنويع مصادر الطاقة العالمية ويخفف الضغط على مناطق الإنتاج التقليدية.
مصر على خريطة الطاقة العالمية
بفضل هذا الاكتشاف الضخم تتعزز مكانة مصر كقوة إقليمية وعالمية في قطاع الطاقة وموقعها الجغرافي المميز بين آسيا وإفريقيا وأوروبا يجعلها لاعبًا محوريًا في سوق الطاقة ويتيح لها تصدير الغاز لدول الشرق الأوسط وأوروبا بسهولة وهذا الاكتشاف ليس فقط إنجازًا اقتصاديًا بل يُعتبر أيضًا خطوة استراتيجية تعزز استقلال مصر في مجال الطاقة وتدعم طموحاتها في أن تصبح مركزًا عالميًا للطاقة.