تعد قضية تعدد الزوجات من المواضيع المثيرة للجدل في العديد من الثقافات والمجتمعات حول العالم وقد تزايد الاهتمام بهذا الموضوع مؤخرا خاصة بعد دراسة بريطانية حديثة ألقت الضوء على تأثيرات تعدد الزوجات من جوانب نفسية واجتماعية غير تقليدية، الدراسة أكدت أن تعدد الزوجات ليس مجرد مسألة رغبة جنسية أو تعزيز للسلطة بل يرتبط أحيانا بالبحث عن استقرار نفسي وعاطفي، أظهرت النتائج أن بعض الرجال يعتقدون أن وجود أكثر من زوجة يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات النفسية التي قد تحدث في العلاقة الزوجية الأولى كما يمكن أن يوفر لهم دعما عاطفيا من عدة جهات ما قد يعزز التوازن النفسي لديهم.
الأسباب النفسية والاجتماعية لاختيار تعدد الزوجات
دراسة تعدد الزوجات قد تكون محورية لفهم دوافع الرجال وراء اتخاذ هذه الخطوة، على الرغم من التصور السائد بأن تعدد الزوجات قد يكون مدفوعا فقط برغبة الرجل في التنوع العاطفي أو الجنسي إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أسباب نفسية أخرى، يرى بعض الرجال أن تعدد الزوجات يمنحهم نوعا من “الراحة النفسية” حيث يقلل من ضغوط العلاقة الزوجية الأولى، قد يشعر هؤلاء الرجال بأن الأعباء العاطفية والاجتماعية تتوزع بين الزوجات المتعددات مما يخفف من مسؤولياتهم ويحسن نوعية حياتهم، هذا التفكير قد يكون مرتبطا بشعور الرجل بعدم القدرة على تلبية جميع احتياجات زوجته في ظل التغيرات الحياتية ما ينعكس عليه نفسيا.
تأثير تعدد الزوجات على النساء
رغم الفوائد النفسية التي قد يشعر بها بعض الرجال من تعدد الزوجات إلا أن التأثيرات على النساء تظل موضوعا معقدا، في الكثير من المجتمعات ينظر إلى تعدد الزوجات كتهديد للعلاقة الزوجية مما يثير مشاعر الغيرة وعدم المساواة بين النساء، الكثير من الزوجات قد يشعرن بالقلق أو التهديد العاطفي بسبب دخول زوجات جدد في حياتهن مما يؤثر سلبا على استقرار العلاقة الزوجية، ومع ذلك هناك مجتمعات أخرى ترى أن تعدد الزوجات يمكن أن يكون حلا عمليا لتوزيع الأعباء العائلية والاقتصادية بين الزوجات خاصة في المجتمعات التي تتسم بارتفاع نسبة العزاب أو عدم الاستقرار الاجتماعي، في هذه الحالات قد يكون النظام المنظم لتعدد الزوجات أكثر تقبلا حيث تخصص أدوار واضحة بين الزوجات مما يساهم في خلق بيئة أسرية أكثر توازنا.