من الأسئلة التي أثارت جدلا واسعا بين طلاب الثانوية العامة في مصر كان سؤال جمع كلمة “لبيب” والذي شكل تحديا كبيرا للكثيرين رغم بساطته الظاهرة، على الرغم من أن الكلمة تدل على الذكاء والفطنة إلا أن الإجابة عنها تثير الحيرة بسبب تعدد صيغ الجمع في اللغة العربية، هذا السؤال لم يكن فقط مصدر تساؤلات للطلاب بل أصبح حديثا على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن عجز بعض الأساتذة الجامعيين عن تقديم إجابة شافية مما جعل الطلاب يبدون في حالة من الضياع.
جمع كلمة “لبيب” وصيغه المتعددة
في اللغة العربية هناك أكثر من صيغة لجمع كلمة “لبيب”، الأكثر شيوعا واستخداماً هو جمع “لباب” الذي يعبر عن مجموعة من الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء وفطنة، هذا الجمع يظهر في كثير من النصوص الأدبية والشعرية وهو يشير إلى الأفراد الذين يمتلكون حكمة وفهما عميقا، أما الجمع الآخر الأقل شيوعا فهو “ألباء” ويظهر في بعض الكتابات القديمة والنصوص الأدبية، تعود كلمة “لبيب” إلى الجذر العربي “لب” الذي يعني العقل أو الفهم العميق مما يعزز ارتباط الكلمة بالذكاء والحكمة.
دلالة كلمة “لبيب” عبر العصور
تعتبر كلمة “لبيب” من الكلمات ذات الدلالات الثقافية والتاريخية العميقة في اللغة العربية، في العصر الجاهلي كانت تستخدم للإشارة إلى الشخص الحكيم الذي يمتلك فطنة نادرة وآراء صائبة وهي من الصفات التي كانت تحظى بتقدير كبير، مع ظهور الإسلام ازدادت أهمية الكلمة باعتبارها صفة إيجابية تدل على الشخص الذي يستخدم عقله في اتخاذ القرارات الصائبة وقد وردت في العديد من الآيات القرآنية كدعوة للتفكر والتدبر، في الأدب العربي لا تقتصر كلمة “لبيب” على الشعر فقط بل يتم استخدامها أيضا في النثر لإبراز الحكمة والفطنة وما زالت حتى العصر الحديث جزءا من القيم الثقافية التي تعبر عن الذكاء وحسن الفهم.