في خطوة قد تحدث تحولا جذريا في الاقتصاد العالمي أعلنت حكومة موزمبيق عن اكتشاف حقل غاز طبيعي هائل يقع في منطقة “روفوما” قبالة سواحل المحيط الهندي، يحتوي الحقل الجديد على احتياطي ضخم يقدر بحوالي 85 تريليون قدم مكعبة من الغاز مما يجعله واحدا من أكبر الحقول المكتشفة في العالم، هذا الاكتشاف يعد بمثابة خطوة فارقة في تاريخ موزمبيق إذ من المتوقع أن يلعب دورا أساسيا في تأمين الطاقة على مستوى العالم خاصة في ظل تزايد الطلب على الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية.
فرص اقتصادية هائلة لموزمبيق
يعد اكتشاف حقل “روفوما” نقلة نوعية للاقتصاد الموزمبيقي الذي كان يعتمد في الماضي على المساعدات الخارجية، هذا الاكتشاف يمنح الدولة فرصا غير محدودة لتحسين بنيتها التحتية وفتح أسواق جديدة للغاز الطبيعي، كما يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى ازدهار القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة بفضل عوائد تصدير الغاز التي سوف تساهم في تمويل هذه المجالات، علاوة على ذلك سوف تخلق هذه الفرص الآلاف من الوظائف في مجالات متعددة مثل التنقيب والهندسة والإنشاءات مما سوف يسهم في تقليص معدلات البطالة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
مستقبل مستدام واستقلال طاقي لموزمبيق
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية العديدة يعزز هذا الاكتشاف من استقلالية موزمبيق الطاقية حيث سوف تتمكن من تلبية احتياجاتها من الطاقة محليا مما يقلل اعتمادها على الواردات، كما أن استثمار الحكومة الموزمبيقية في تقنيات استخراج الغاز الحديثة والآمنة سوف يمنحها فرصة لدخول أسواق الطاقة العالمية خصوصا في أوروبا وآسيا، إذا تم استخدام الغاز بشكل مستدام سوف يعزز ذلك من قدرة البلاد على التوجه نحو الطاقة النظيفة والمتجددة مما يضعها في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.