المياه ولا المناديل!! حرب النظافة بين المصريين والأجانب وسر عدم وجود شطاف في حمامات الأوروبيين هتتصدم لما تعرفها !!

على الرغم من انتشار الشطاف في معظم دول العالم، خاصة في آسيا والشرق الأوسط، إلا أنه نادر الاستخدام في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، قد يتساءل البعض عن الأسباب التي تجعل الشطاف غائبًا في حمامات هذه الدول، رغم كونه اختراعًا أوروبيًا، في هذا المقال، سوف نعرض الأسباب التاريخية والاقتصادية والهندسية التي أدت إلى هذا الوضع، بناءً على ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

الشطاف اختراع فرنسي ودلالته التاريخية

بدأ اختراع الشطاف في القرن الثامن عشر في فرنسا، حيث كان مقتصرًا في البداية على الطبقات الأرستقراطية والملوك، ومع الوقت، انتشر الشطاف بشكل تدريجي ووصل إلى معظم الدول حول العالم.

ولكن عند وصول الجنود الأمريكيين إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، لاحظوا وجود الشطافات في بيوت الدعارة، مما ربط لديهم استخدام الشطاف بأفكار سلبية، ومن هنا، بدأت النظرة السلبية تجاه هذا الاختراع في الولايات المتحدة، حيث أصبح الشطاف غير مرحب به في المنازل الأمريكية، وامتد هذا التأثير إلى بعض الدول الأوروبية كذلك.

ضيق تصميم الحمامات

من العوامل المهمة التي تعيق انتشار الشطاف في أوروبا وأمريكا تصميم الحمامات الصغيرة، كثير من المنازل، خاصة القديمة، تحتوي على حمامات ضيقة للغاية، مما لا يتيح مساحة كافية لتركيب الشطاف.

ومن المفارقات أن أرنولد كوهين، المخترع الأمريكي لأحد أشهر أنواع الشطافات، لم يستطع أن يجعل الشطاف شائع الاستخدام في بلاده بسبب التصميم المحدود للحمامات.

الدعاية لورق التواليت والمنتجات الورقية

تلعب الشركات المنتجة لأوراق التواليت والمناديل الورقية دورًا رئيسيًا في غياب الشطاف عن الحمامات الأوروبية والأمريكية، من خلال الحملات الدعائية، رسخت هذه الشركات فكرة أن استخدام المناديل الورقية أكثر نظافة وصحة من استخدام المياه والشطافات.

ووفقًا للإحصائيات، يتم استهلاك نحو 36.5 مليار لفة من ورق التواليت سنويًا حول العالم، مما يساهم في ازدهار هذه الصناعة، لتحقيق مزيد من الأرباح، تعمل هذه الشركات على نشر مخاوف من أن الشطاف قد يتسبب في نشر الجراثيم داخل الحمام، مما يجعل الناس يفضلون الاعتماد على المناديل الورقية كبديل.

في النهاية، يبدو أن غياب الشطاف في حمامات أوروبا وأمريكا يعود إلى مزيج من العوامل التاريخية، الاقتصادية، والهندسية، بدءًا من النظرة السلبية التاريخية التي ارتبطت باستخدام الشطاف، مرورًا بضيق تصميم الحمامات، وصولًا إلى تأثير الدعاية القوية لصناعة ورق التواليت، ورغم أن الشطاف يعتبر وسيلة نظافة رئيسية في كثير من الثقافات، إلا أن التحديات المرتبطة بتبنيه في بعض الدول لا تزال قائمة حتى اليوم.