في تحول غير مسبوق في قطاع الطاقة أعلنت مصر عن اكتشاف ثلاثة من أكبر الآبار البترولية في الصحراء الغربية بإنتاج يومي يصل إلى 217 مليون برميل وعائدات تقدر بـ295 مليون دولار وهذا الإنجاز الضخم يضع مصر في مصاف الدول الرائدة في إنتاج النفط ويثير قلقًا في الأوساط العالمية خصوصًا لدى السعودية وأمريكا والاكتشافات الجديدة تعزز من مكانة مصر كقوة ناشئة في أسواق الطاقة وتفتح الباب أمامها لتصبح منافسًا قويًا لدول الخليج في مجال تصدير النفط والغاز.
اكتشافات بترولية ضخمة تعيد تشكيل قطاع الطاقة في مصر
تعد الصحراء الغربية الآن موطنًا لأكبر الاكتشافات البترولية في تاريخ مصر حيث تم الإعلان عن ثلاثة آبار بترولية تنتج مجتمعة 217 مليون برميل يوميًا وهذه الاكتشافات تمثل نقطة تحول كبيرة في استراتيجية الطاقة المصرية التي تركز على تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع القدرة التصديرية ، وتأتي هذه الاكتشافات في وقت حساس يشهد فيه العالم تقلبات كبيرة في أسعار النفط وزيادة الطلب على مصادر الطاقة وبفضل هذه الآبار الجديدة أصبحت مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة مع تعزيز إيراداتها الاقتصادية من خلال صادرات النفط.
حقل فراميد للغاز إضافة نوعية لقطاع الطاقة المصري
إلى جانب الاكتشافات البترولية شهدت مصر تطورًا آخر في قطاع الغاز الطبيعي حيث بدأ الإنتاج من حقل فراميد في سبتمبر 2023 ويقع الحقل في منطقة شرق الأبيض بالصحراء الغربية وبدأ إنتاج 25 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا ، وهذا الحقل يضاف إلى قائمة النجاحات التي حققتها مصر في السنوات الأخيرة مما يعزز من قدرتها على تلبية الطلب المحلي على الغاز الطبيعي ويزيد من فرصها في تصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية.
استثمارات ضخمة تدعم الاكتشافات الجديدة
بلغت استثمارات شركة “عجيبة للبترول” المسؤولة عن حقل فراميد، أكثر من 371 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023 وهذه الاستثمارات ساهمت في تحقيق أرقام قياسية في إنتاج الغاز الطبيعي والنفط المكافئ حيث بلغ متوسط إنتاج الغاز الطبيعي 51 مليون قدم مكعبة يوميًا ، كما تسعى مصر إلى رقمنة أنشطة الحقول النفطية من خلال تطبيق أنظمة مراقبة آبار النفط عن بعد وربطها بمنظومة موحدة مما يرفع من كفاءة الإنتاج ويقلل من التكاليف التشغيلية ، ولم تكتفِ مصر بهذه الاكتشافات بل أعلنت عن برنامج طموح لحفر 35 بئرًا استكشافية جديدة في البحر المتوسط ودلتا النيل بالتعاون مع شركات عالمية مثل إيني الإيطالية وشيفرون وشل وبي بي ، وهذا البرنامج الذي يمتد حتى يوليو 2025 ويهدف إلى تعزيز قدرة مصر الإنتاجية من الغاز الطبيعي مع استثمارات تقدر بـ1.8 مليار دولار.
التحديات والفرص أمام قطاع الطاقة المصري
على الرغم من هذه الاكتشافات الكبيرة يواجه قطاع الطاقة المصري تحديات تتعلق بتطوير البنية التحتية لنقل وتخزين النفط والغاز ، كما أن التوسع في استخدام التقنيات الحديثة لتقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة يمثل أولوية قصوى للحكومة المصرية ، ومع ذلك فإن الفرص التي تتيحها هذه الاكتشافات تفوق التحديات حيث يمكن لمصر أن تستفيد من عائدات النفط والغاز لتعزيز اقتصادها الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.