هناك ظاهرة شائعة معروفة عن الثعابين وهي أكل الثعابين لبعضها البعض، فهذا السلوك الاستراتيجي مرتبط بالبقاء في البرية وليس فعل عشوائي، وتعتبر الكوبرا الملكية أشهر الأمثلة على هذا السلوك، إذ تتغذى بشكل أساسي على الثعابين الأخرى، بما في ذلك السامة، وهو ما يقلل المنافسة على الغذاء ويضمن مصدر ثابت للفرائس.
تتميز الكوبرا الملكية بتكيفها مع الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام، مثل مقاومتها للسم وقدرتها على افتراس فرائس كبيرة، مما يعكس احتلالها مكانة كبيرة في السلسلة الغذائية.
سلوك الثعابين الملكية الشرقية
الثعابين الملكية الشرقية في أمريكا الشمالية لها سلوكًا مشابهًا بسبب مناعتها ضد سم الأفاعي الجرسية، حيث تقتل فريستها بالالتفاف حولها وخنقها، وهو ما يوفر لها ميزة تنافسية، ويحدث ذلك نتيجة ندرة الغذاء أو الإجهاد، كما في ثعبان الصخور الأفريقي ذات طول يمتد إلى أكثر من 20 قدم، الذي يفترس أقرانه الأصغر حجمًا خلال فترات الجفاف ونقص الغذاء، وفي بيئات الأسر، قد تأكل الثعابين بعضها البعض بسبب الظروف المحيطة وضعف الإثراء البيئي، وذلك بحسب الدراسات التي أكدت أن الإجهاد يلعب دور كبير في هذا السلوك.
التاثيرات البيئية
أما من الناحية البيئية، يساهم هذا السلوك في السيطرة على أعداد الثعابين الأخرى، وهو ما يحافظ على التوازن البيئي، كما ويوضح التكيف التطوري للثعابين، مثل مقاومة السم، قدرتها على استغلال مصادر غذائية فريدة، وفهم هذه السلوكيات يوضح التعقيد المذهل لتطور الثعابين وأهميتها في النظم البيئية، وفى أغلب الأحيان يتم تسليط الضوء فى الأفلام الوثائقية على هذه السلوكيات التي توضع الحياة المعقدة الجامدة لهذه الحيوانات وتوضح السبب وراء هذه الاستراتيجية وسلوكياتها الفريدة.