يعد أكل الثعابين لبعضها البعض من السلوكيات النادرة والملفتة في عالم الزواحف وبينما يبدو هذا السلوك غريبًا وغير مألوف، إلا أنه يخدم أهدافًا بيئية واستراتيجية محددة دراسات عديدة وثّقت هذه الظاهرة لدى أنواع مختلفة من الثعابين، مثل الكوبرا الملكية والثعبان الملكي الشرقي، لتكشف عن أسبابها ودوافعها.
الكوبرا الملكية: مفترس الثعابين الأشهر
تعد الكوبرا الملكية (Ophiophagus hannah) من أبرز الثعابين التي تعتمد على أكل أبناء فصيلتها كغذاء رئيسي تنتشر الكوبرا الملكية في الهند، جنوب الصين، وجنوب شرق آسيا، وتتميز بقدرتها على افتراس الثعابين الأخرى، بما في ذلك الأنواع السامة مثل الكرايت والكوبرا.
هذا السلوك يحقق للكوبرا الملكية ميزة فريدة، حيث يقلل المنافسة على مصادر الغذاء ويضمن بقاء الفريسة متوفرة بأستمرار كما أن طول الكوبرا الملكية، الذي قد يصل إلى 18 قدمًا، وقوتها الهائلة، يجعلانها واحدة من أخطر وأقوى المفترسات في بيئتها.
الثعبان الملكي الشرقي: مناعة ضد السموم
في أمريكا الشمالية، يظهر الثعبان الملكي الشرقي (Lampropeltis getula) سلوكًا مشابهًا، حيث يُعرف بقدرته على افتراس الأفاعي السامة مثل الأفاعي الجرسية يتمتع هذا النوع بمناعة طبيعية ضد سموم الفرائس التي يهاجمها، مما يجعله صيادًا ماهرًا ومتخصصًا في مواجهة الثعابين الأخرى.
لماذا تأكل الثعابين بعضها البعض؟
رصد الباحثون عددًا من الأسباب التي تدفع الثعابين إلى أكل بعضها، والتي ترتبط غالبًا بالظروف البيئية والضغوط المحيطة:
1. ندرة الغذاء
في أوقات شح الغذاء، قد تلجأ الثعابين إلى افتراس أفراد من نفس نوعها لضمان البقاء على سبيل المثال، لوحظ أن ثعبان الصخور الأفريقي (Python sebae) يمارس هذا السلوك خاصة خلال فترات الجفاف وغياب الفرائس الطبيعية.
2. الإجهاد والازدحام
في حالات الأسر، قد يظهر هذا السلوك نتيجة للضغط النفسي والإجهاد وفقًا لدراسة أُجريت عام 2021، فإن الثعابين المحتجزة في ظروف غير ملائمة، مثل الحاويات الضيقة أو البيئة المزدحمة، تكون أكثر عرضة لممارسة هذا السلوك العدواني.