الخبراء يلعبون دورًا حيويًا في فهم وتفسير ما قد يبدو للكثيرين أشياء عادية أو لا قيمة لها، فقد يكشفون عن جوانب غير مرئية من الأشياء التي نمر بها في حياتنا اليومية، مما يساعد في إبراز قيمتها التاريخية والعلمية، وهذا ما حدث عندما تمكن بعض الخبراء من التعرف على أهمية قطعة صخرية كانت تستخدم كسدادة باب في منزل عادي، فبدون التدقيق المتخصص والتحليل العلمي، كانت هذه القطعة ستظل مجرد صخرة غير مهمة في نظر الكثيرين.
من صخرة عادية إلى كنز ثمين
في أحد المنازل البسيطة بجنوب شرق رومانيا، تحولت صخرة تزن 3.5 كيلوجرام إلى إكتشاف مذهل، وكانت تلك الصخرة مجرد سدادة باب لسنوات طويلة، ولكن بعد فحصها تبين أنها قطعة نادرة من العنبر، الذي يعتبر من الأحجار الكريمة القديمة،والعثور عليها بالقرب من قرية كولتي، وهي واحدة من أكبر قطع العنبر السليمة في العالم، وهذا العنبر، الذي يطلق عليه اسم “الرومانيت”، يستخرج من المنطقة منذ عشرينيات القرن الماضي، ويتميز بلونه الأحمر الداكن وقيمته التاريخية.
دور الإكتشاف في تعزيز التراث الوطني
في عام 1991، وبعد وفاة المرأة التي كانت تستخدم الصخرة، شك قريبها في قيمتها، وفحصها الخبراء واكتشفوا أنها قطعة نادرة جدا من العنبر، وبعد ذلك تم عرضها في متحف إقليمي في بوزاو، وقد أكدت الفحوصات أن عمر هذه القطعة يتراوح بين 38 و70 مليون سنة، إكتشافها له أهمية علمية كبيرة جدا، حيث يساعد في تقوية التراث الوطني الروماني، ويعتبر إضافة قيمة للمجال التاريخي والجيوفيزيائي.