في دراسة جديدة صادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية، حذر الخبراء من وجود مواد كيميائية خطيرة في الأساور المخصصة للساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، ما قد يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا الدراسة سلطت الضوء على وجود مادة “حمض البيرفلوروهكسانويك” (PFHxA) في الأشرطة المصنوعة من الفلوروإيلاستومر، وهي مادة تستخدمها العديد من الشركات الكبرى في صناعة الأساور.
المواد السامة في الأساور الذكية
الأساور التي تستخدمها العديد من العلامات التجارية الكبرى للساعات الذكية وأساور اللياقة البدنية تحتوي على مركب PFHxA، الذي يمكن أن يتم امتصاصه من خلال الجلد بشكل كبير ويشير الباحثون إلى أن ارتداء هذه الأساور لفترات طويلة قد يؤدي إلى انتقال المواد السامة إلى الدم، حيث إن نسبة كبيرة من مادة PFHxA تتسرب عبر الجلد.
ويذكر الفريق البحثي أن أساور الساعات الذكية التي تُرتدى لفترات طويلة، وخاصة أثناء النوم أو ممارسة التمارين الرياضية، تزيد من فرصة امتصاص هذه المواد الكيميائية بسبب التلامس المستمر مع البشرة وفتح المسام نتيجة التعرق وتظهر الدراسات أن 50% من مادة PFHxA يتم امتصاصها من خلال الجلد، ما يعزز خطر دخولها إلى مجرى الدم.
مخاطر صحية مقلقة
مركبات PFHxA تعتبر من المواد الكيميائية الدائمة، التي لا تتفكك بسهولة في البيئة وقد تم ربط هذه المواد بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، من بينها السرطان وتدعو الدراسات السابقة إلى ضرورة تجنب التعرض المستمر لهذه المركبات، التي كانت موجودة أيضًا في بعض السلع الاستهلاكية مثل مستحضرات التجميل وأدوات الطهي.
تكاليف عالية مقابل مواد خطيرة
الغريب في الأمر، وفقًا للدراسة، هو أن الأساور الأكثر تكلفة أظهرت تركيزات أعلى من المواد الكيميائية السامة مقارنة بالأساور الأرخص ثمنًا وقد أظهرت التحاليل أن الأساور التي تحتوي على الفلوروإيلاستومر تتعرض لنسبة أكبر من مادة PFHxA، ما يجعلها أكثر خطورة.
في أحد التحليلات، أظهرت نتائج قياس المادة الكيميائية PFHxA في 9 من أصل 22 شريطًا، بتركيزات تجاوزت المعدلات المألوفة في مستحضرات التجميل في إحدى الحالات، وصل التركيز إلى 16000 جزء في المليار، وهو ما يعكس تلوثًا بالغًا.
نصائح للوقاية
وتوصي المؤلفة المشاركة في البحث، أليسا ويكس، بضرورة أن يختار المستخدمون الأساور الأقل تكلفة لتقليل التعرض لهذه المواد السامة، مع التركيز على المواد الخالية من الفلوروإيلاستومر لتقليل المخاطر الصحية المحتملة.
يجب على المستخدمين الحذر من الأساور المصنوعة من الفلوروإيلاستومر التي تحتوي على مادة PFHxA، نظرًا لأضرارها الصحية المحتملة، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار هذه الأساور، إلا أن الأبحاث تشير إلى أنها قد تشكل تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسرطان.