عند زيارة أوروبا، يلاحظ الكثير من المسافرين غياب الشطاف في الحمامات، وهو أمر يثير دهشة القادمين من الثقافات التي تعتمد عليه كجزء أساسي من النظافة اليومية، وهذا الاختلاف ليس مجرد خيار عشوائي، بل هو انعكاس لتاريخ طويل وتقاليد ثقافية متجذرة، إضافة إلى بعض العوامل البيئية والاقتصادية التي لعبت دورًا في استمرارية هذا النمط.
الأبعاد التاريخية والثقافية
تاريخيًا، تطورت عادات النظافة في أوروبا بطريقة مختلفة عن العديد من الدول الأخرى، ففي العصور الوسطى والحديثة، كان الاعتماد على الورق والمناشف أكثر شيوعًا نتيجة للطقس البارد الذي جعل استخدام الماء غير مريح في كثير من الأحيان، ورغم أن الشطاف ظهر لأول مرة في فرنسا في القرن السابع عشر، إلا أنه لم يحظ بانتشار واسع، كما ارتبط استخدامه في البداية بالطب أو باعتباره أداة خاصة بطبقة اجتماعية معينة، مما أسهم في تراجع شعبيته بين عامة الناس.
العوامل البيئية والعادات الراسخة
من ناحية أخرى، تشكل العادات المتوارثة جزءًا مهمًا من تفسير هذا الغياب، ويرى الكثير من الأوروبيين أن استخدام الورق أبسط وأسرع ولا يتطلب صيانة إضافية، وأضف إلى ذلك أن بعض الدول الأوروبية، خاصة تلك التي تعاني من ندرة المياه، تتبنى سياسات صارمة للحفاظ على الموارد المائية، وهو ما يعزز تفضيل استخدام الورق بدلًا من المياه في الحمامات.
في النهاية، يظل غياب الشطاف في الحمامات الأوروبية مزيجًا من العوامل التاريخية، الثقافية، والبيئية التي شكلت نمط الحياة اليومية هناك.