يعتبر صعود السلالم من التمارين الرياضية الشائعة التي يمارسها الكثيرون يوميًا، سواء أثناء الصعود إلى المنزل أو في المكاتب والمباني. ورغم أن هذا النشاط قد يبدو بسيطًا وغير ضار، إلا أن له تأثيرات صحية قد تكون خطيرة، خاصة على القلب والمفاصل. في هذا السياق، حذر الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة في قصر العيني، من الإفراط في ممارسة هذا التمرين وأثره على الجسم. في حديثه مع الإعلامي محمود سعد في برنامج “باب الخلق” على قناة “النهار”، أكد الدكتور موافي أن صعود السلالم بطرق غير مدروسة قد يؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة تتراوح بين التأثيرات على القلب وحتى الأضرار في الركبتين، خصوصًا لدى الأفراد الأكبر سنًا أو الذين يعانون من مشاكل في المفاصل.
الآثار الصحية لصعود السلالم على القلب والمفاصل
صعود السلالم يتطلب مجهودًا بدنيًا ليس بالهين، حيث يعمل الجسم بشكل مضاعف لتحمل الوزن أثناء الصعود، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب بشكل مستمر. وأوضح الدكتور حسام موافي أن هذه الضغوط المستمرة على القلب، خاصة في حالة صعود عدة طوابق، قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الإجهاد القلبي، الذي قد يتسبب في مضاعفات على المدى الطويل. على سبيل المثال، قد يُعرض الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو الذين لا يتبعون نظامًا رياضيًا منتظمًا إلى مخاطر صحية جمة بسبب هذا المجهود المفاجئ.
أما بالنسبة للمفاصل، فصعود السلالم يضع ضغطًا كبيرًا على الركبتين والمفاصل السفلية للجسم. هذا التمرين، وإن كان يبدو بسيطًا في ظاهره، إلا أنه قد يتسبب في إجهاد متراكم على المفاصل مع مرور الوقت، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل مثل التهاب المفاصل أو الخشونة، خاصة لدى الأشخاص الأكبر سنًا أو الذين يعانون من ضعف في المفاصل. وبالرغم من أن الركبتين هما الأكثر تأثرًا، فإن ذلك قد ينعكس أيضًا على الكاحلين والفخذين.
بدائل صحية لصعود السلالم
بدلاً من الاعتماد على صعود السلالم كوسيلة لتحسين اللياقة البدنية، أكد الدكتور موافي أن هناك العديد من البدائل الأقل خطورة على الصحة وأكثر فعالية. من هذه البدائل استخدام جهاز المشي أو ممارسة التمارين ذات التأثير المنخفض التي تتيح تقوية القلب والعضلات دون الإضرار بالمفاصل. تشمل هذه التمارين مثل السباحة أو التمارين الهوائية منخفضة التأثير، التي تساهم في تحسين القدرة القلبية والتنفسية بطريقة آمنة على الجسم.
كذلك، يمكن ممارسة التمارين المقاومة مثل رفع الأوزان الخفيفة التي تساهم في تقوية العضلات وحرق الدهون، دون الحاجة إلى الضغط الكبير على المفاصل أو القلب. ومن المهم أيضًا أن يتجنب الأفراد الذين يعانون من مشكلات صحية أو إصابات سابقة ممارسة التمارين التي تتطلب ضغطًا كبيرًا على المفاصل.
أهمية الفحوصات الدورية لتقييم صحة القلب والمفاصل
يشير الدكتور موافي إلى أهمية القيام بالفحوصات الطبية المنتظمة، خاصة مع تقدم العمر. ومن بين الفحوصات الضرورية التي ينصح بها اختبار “رسم القلب الإجهادي”، خصوصًا لكبار السن الذين تجاوزوا الخمسين عامًا. هذا الاختبار يساعد في تقييم أداء القلب تحت الضغط البدني، مما يتيح للأطباء الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تهدد حياة الفرد.
إضافة إلى ذلك، يُوصى بإجراء فحوصات للمفاصل بشكل دوري، خاصة للأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الركبتين أو مفاصل أخرى. قد تتضمن هذه الفحوصات فحصًا للأشعة أو اختبارات تحدد مدى مرونة المفاصل ومدى تأثير الحركة عليها.
مخاطر الإفراط في التمارين الرياضية على الجسم
من الضروري أن نلاحظ أن الإفراط في أي نوع من التمارين الرياضية يمكن أن يكون له آثار سلبية. التمارين التي تتطلب ضغطًا كبيرًا على المفاصل أو القلب، إذا مورست بشكل مفرط، قد تؤدي إلى مشاكل صحية تتجاوز الفوائد المتوقعة. فمثلاً، يمكن أن يؤدي الإفراط في صعود السلالم إلى زيادة ضغط الدم بشكل غير مبرر، مما يضع الشخص في خطر الإصابة بأزمات قلبية أو مشاكل في الأوعية الدموية.
لذلك، من الأفضل دائمًا أن يتم التوازن بين ممارسة التمارين الرياضية والاستماع إلى إشارات الجسم. كما ينصح بتخصيص وقت للراحة والانتعاش بين التمارين المختلفة لتجنب الإفراط الذي قد يؤدي إلى إصابات جسدية.