في واحدة من أغرب وأروع الاكتشافات الأثرية تم العثور على مدينة ضخمة تحت الأرض يعيش فيها آلاف الأشخاص وفي ظروف غامضة لا تُصدق وهذه المدينة التي تقع في دولة عربية ليست مجرد مجموعة من الكهوف أو الأنفاق بل هي مدينة متكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى مما يجعل الأمر أكثر دهشة هو أن سكانها عاشوا فيها منذ آلاف السنين متحدّين كافة الظروف الطبيعية والتاريخية ، وفي هذا المقال سنأخذك في رحلة إلى أعماق هذه المدينة العجيبة لنكتشف كيف عاش سكانها ولماذا اختاروا الحياة تحت الأرض وما هي الأسرار التي تخفيها جدرانها الصخرية.
اكتشاف مدينة تحت الأرض في دولة عربية
هذه المدينة الغامضة تقع في منطقة مطماطة في تونس وهي منطقة معروفة بطبيعتها الصحراوية وتاريخها الطويل وسكان هذه المنطقة يعيشون في منازل محفورة تحت الأرض وهو ما جعلها محط أنظار العلماء والسياح على حد سواء والمدينة تتكون من شبكة واسعة من الأنفاق والغرف التي تم حفرها يدويًا في الصخور والغرف والممرات مترابطة بشكل يعكس تخطيطًا هندسيًا مذهلًا مع وجود مساحات مخصصة للمعيشة والتخزين وأماكن العبادة.
كيف يعيش سكان المدينة تحت الأرض
رغم أن المدينة تقع بالكامل تحت الأرض إلا أن سكانها تمكنوا من بناء حياة طبيعية والممرات الواسعة والغرف المصممة بعناية توفر للسكان مساحة للعيش والعمل ويعتمدون على الزراعة في المناطق المحيطة ، كما أنهم يخزنون الطعام والماء لفترات طويلة لضمان استمرارية الحياة والمدينة تحتوي على نظام تهوية طبيعي يضمن تدفق الهواء النقي إلى جميع أجزائها ، بالإضافة إلى ذلك يتم استخدام فتحات صغيرة في السقف للسماح بدخول الضوء الطبيعي مما يخلق بيئة مناسبة للعيش.
لماذا اختار سكان المدينة الحياة تحت الأرض
تشير الدراسات التاريخية إلى أن سكان المدينة اختاروا الحياة تحت الأرض لحماية أنفسهم من الغزوات والهجمات التي كانت شائعة في تلك الفترة والطبيعة الصخرية للمنطقة وفرت لهم ملاذًا آمنًا بعيدًا عن أعين الغزاة والحياة تحت الأرض لم تكن فقط للحماية من الأعداء بل أيضًا للتكيف مع المناخ الصحراوي القاسي والعمق الكبير للمدينة يضمن درجات حرارة معتدلة بعيدًا عن الحرارة الشديدة نهارًا والبرودة القارسة ليلًا.
أسرار المدينة التي أذهلت العالم
المدينة يمكنها استيعاب آلاف الأشخاص مما يجعلها واحدة من أكبر المدن الجوفية في العالم العربي ، والأنفاق والغرف تم تصميمها بطريقة تجعلها مقاومة للانهيارات ومريحة للعيش وسكان المدينة نجحوا في استغلال الموارد الطبيعية بشكل مثالي لتلبية احتياجاتهم اليومية ولا تزال المدينة تحمل العديد من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن مثل طرق البناء وتقنيات الحفر المستخدمة.
كيف أثار هذا الاكتشاف اهتمام العالم
منذ اكتشاف المدينة أصبحت وجهة مفضلة للعلماء والسياح والأبحاث مستمرة لفهم كيف تمكن سكانها من البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف القاسية ، واليوم أصبحت مطماطة وجهة سياحية شهيرة حيث يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم لرؤية هذه المنازل الفريدة والمدينة الجوفية التي تخفي بين جدرانها تاريخًا ممتدًا لآلاف السنين.