في خطوة جديدة نحو تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، أعلنت مصر عن اكتشاف حقل غاز ضخم في منطقة غرب دلتا النيل، والذي يُعتبر من أكبر حقول الغاز في العالم. هذا الاكتشاف يأتي في إطار خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الاقتصاد المصري من خلال استثمار الثروات الطبيعية، ومنها الغاز الطبيعي، الذي بات يشكل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية مصر الاقتصادية.
يعد حقل “ريفين” للغاز، الذي يقع في منطقة غرب دلتا النيل، من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في مصر ويتضمن الحقل خمس حقول فرعية تحتوي على 25 بئرًا، ويتوقع أن يعزز الإنتاج بشكل كبير لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد، خاصة في قطاع الكهرباء.
هذا الحقل هو نتاج تعاون مشترك بين قطاع النفط المصري وشركة “بي بي” البريطانية، والتي بدأت أعمال الحفر في البحر المتوسط باستخدام سفينة الحفر العملاقة “فالاريس دي إس-12″، التي تم تجهيزها بأحدث التقنيات للعمل في أعماق البحر المتوسط التي تصل إلى 12 ألف قدم.
ويأمل المسؤولون المصريون أن يسهم هذا الاكتشاف في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بمعدل 200 مليون قدم مكعبة يوميًا، بالإضافة إلى إنتاج نحو 8 آلاف برميل من المكثفات يوميًا بحلول الربع الثالث من العام المالي 2024-2025.
تُعد هذه الاكتشافات بمثابة طفرة اقتصادية قد تغير وجه الاقتصاد المصري بشكل جذري، حيث يأمل البعض أن يؤدي الاستغلال الأمثل لهذه الموارد إلى إحداث نقلة نوعية في مصر، قد تمهد الطريق لمقارنتها بالدول الغنية في المنطقة مثل السعودية.
لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون الآن: هل يمكن أن تتفوق مصر اقتصاديًا على السعودية، بفضل هذه الاكتشافات، في ظل استراتيجيات طويلة الأمد لتنويع الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات؟ الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على قدرة مصر في استثمار هذه الثروات بشكل فعال وتحقيق الاستفادة القصوى منها، مما قد يجعلها قوة اقتصادية إقليمية على المدى الطويل.