” حدث تاريخي زعل أمريكا وروسيا ” .. اكتشاف أكبر حقل غاز في العالم ينتج أكثر من 30 تريليون برميل .. خلاص راحت على دول الخليج !!!

في خطوة قد تغير خريطة الطاقة العالمية تم الإعلان عن اكتشاف أكبر حقل غاز في العالم والذي يُقدّر احتياطيه بأكثر من 30 تريليون برميل من الغاز وهذا الاكتشاف الضخم لم يثر فقط الاهتمام في الأوساط الاقتصادية العالمية بل أثار أيضًا العديد من التساؤلات حول تأثيره المحتمل على الاقتصاد العالمي خاصة في دول الشرق الأوسط التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط والغاز وإذا تم استغلال هذا الحقل بشكل كامل فقد يشهد الاقتصاد العالمي تغييرات جذرية ويصبح هذا الاكتشاف فرصة ذهبية لدولة اكتشافه لتصبح قوة اقتصادية جديدة تتنافس مع أغنى دول الخليج.

امتيازات التنقيب في المياه العميقة

تعتبر مصر من أبرز اللاعبين في مجال الطاقة في شرق المتوسط حيث تمتلك إمكانيات كبيرة في التنقيب عن الغاز في المياه العميقة وواحدة من أبرز هذه المشاريع هو امتياز شمال كليوباترا الذي تشرف عليه شركة شل بنسبة 67% من حقوق الرخصة وتقع هذه المنطقة في المياه العميقة شمال غرب سواحل مصر حيث تمتد على مساحة 3131.47 كيلومترًا مربعًا وتصل أعماق المياه فيها إلى ما بين 2500 و2900 متر ، وفي مارس 2021 أبرمت شركة شل اتفاقًا مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية للتنقيب في هذه المنطقة وفي خطوة تهدف إلى تحقيق اكتشافات جديدة من الغاز الطبيعي وتُعد هذه الاتفاقية خطوة مهمة نحو زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي مما يعزز مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة.

التحديات التي تواجه مصر

رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها مصر إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تؤثر على سرعة استغلال هذه الموارد ومن أبرز هذه التحديات هو عمق المياه في المناطق المستهدفة مما يتطلب تقنيات متقدمة وحفرًا عميقًا للوصول إلى الاحتياطيات الغازية ، كما أن عملية الحفر في هذه المناطق تتطلب استثمارات ضخمة وقد تستغرق سنوات لتحقيق نتائج ملموسة ، وعلاوة على ذلك تواجه مصر تحديات جيوسياسية في المنطقة حيث تتداخل حدودها البحرية مع حدود دول أخرى مثل تركيا وقبرص مما يزيد من تعقيد عملية التنقيب ، وبالتالي فإن التعاون مع الدول المجاورة يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الموارد.

تحالفات دولية وتطورات التنقيب

على الرغم من أن قبرص تعتبر دولة أصغر من مصر من حيث المساحة والموارد إلا أن اكتشافات الغاز في مياهها الإقليمية قد جعلتها لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة في شرق المتوسط وتعمل قبرص على تطوير حقول الغاز في المربعات رقم 5 و6 و10 بالتعاون مع شركات عالمية مثل إكسون موبيل وإيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية ، وأحد أبرز المشاريع هو بئر “بيغاسوس” التي تخطط إكسون لحفرها في المربع 10 في العام الجديد وإذا تم اكتشاف الغاز بكميات تجارية فإن ذلك سيعزز التعاون بين الشركات العالمية ويعزز قدرة قبرص على تصدير الغاز إلى أوروبا ، بالإضافة إلى ذلك اكتشفت شركتا إيني وتوتال حقل “كرونوس” في المربع 6 الذي يحتوي على احتياطيات ضخمة تقدر بحوالي 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

خيارات تطوير الغاز

من أجل تطوير هذه الحقول الغازية تدرس قبرص عدة خيارات بما في ذلك تسييل الغاز الطبيعي عبر منصات عائمة أو معالجته داخل منشآت برية في قبرص وتعد منصات التسييل العائمة خيارًا جذابًا لأنها توفر مرونة أكبر في نقل الغاز إلى الأسواق العالمية مع تقليل التكاليف المرتبطة ببناء منشآت برية ضخمة ، ومن جهة أخرى يتيح تطوير منشآت برية في قبرص تحسين قدرة الجزيرة على معالجة الغاز وتصديره إلى أوروبا وهو ما قد يساهم في تعزيز أمن الطاقة في القارة الأوروبية خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تلت الحرب الروسية الأوكرانية.

 فرص التعاون المشترك بين مصر وقبرص

رغم التنافس المحتدم بين مصر وقبرص في مجال التنقيب عن الغاز إلا أن هناك فرصًا كبيرة للتعاون بين البلدين في هذا المجال ، حيث تعول مصر على قبرص لاستخدام مرافق التسييل في إدكو ودمياط وهو ما يمكن أن يعزز صادرات الغاز المصري ويحقق منافع متبادلة للطرفين ، ومن جانبها تسعى قبرص إلى تطوير احتياطياتها الغازية بشكل سريع وهو ما يتطلب تعاونًا مع شركات عالمية لتسريع عمليات التنقيب والتطوير ، وفي هذا السياق يمكن للبلدين التعاون في بناء بنية تحتية مشتركة مثل خطوط الأنابيب أو المنشآت العائمة لتسهيل نقل الغاز من المناطق البحرية إلى الأسواق العالمية.