في تطور مذهل أعلنت دولة أفريقية عن اكتشاف أكبر بئر نفطي على وجه الأرض يحتوي على احتياطي نفطي هائل يقدر بـ 85 تريليون برميل وهذا الاكتشاف التاريخي يضع موزمبيق في قلب المنافسة العالمية للطاقة ويهدد بتغيير موازين القوى الاقتصادية والسياسية بشكل جذري مع هذه الكمية الهائلة من النفط وقد تتحول موزمبيق إلى منافس قوي للدول الكبرى المنتجة للنفط مثل السعودية مما أثار قلقًا كبيرًا في الولايات المتحدة وفرنسا اللتين تراقبان بترقب هذه التحولات الكبرى.
موزمبيق تدخل خريطة الطاقة العالمية
يعد هذا الاكتشاف جزءًا من جهود موزمبيق لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية للطاقة وبالتعاون مع شركة النفط الصينية العملاقة “سينوك” (CNOOC) حصلت الشركة على امتيازات للتنقيب عن النفط في خمس مناطق بحرية تمتد على مساحة 29 ألف كيلومتر مربع قبالة سواحل موزمبيق وهذه الامتيازات الجديدة تمثل خطوة استراتيجية كبيرة حيث تفتح الباب أمام استثمارات ضخمة وتحولات اقتصادية قد تجعل موزمبيق لاعبًا رئيسيًا في قطاع الطاقة العالمي.
تفاصيل الامتيازات النفطية الجديدة
وفقًا للعقود الموقعة مع وزارة الطاقة في موزمبيق حصلت “سينوك” على حصص تشغيلية كبيرة في خمس مناطق بحرية تتراوح بين 70% و80% وتشمل هذه المناطق:
- مربع إس 6-إيه (S6-A): 70% من الحصة التشغيلية.
- مربع إس 6-بي (S6-B): 77.5%.
- مربع إيه 6-دي (A6-D): 77.5%.
- مربع إيه 6-إي (A6-E): 80%.
- مربع إيه 6-جي (A6-G): 79.5%.
وتشارك الشركة الوطنية للهيدروكاربونات (ENH) بحصص غير تشغيلية تتراوح بين 20% و30% مما يضمن دورًا محوريًا لها في هذه المشاريع العملاقة.
تحول استراتيجي لقطاع الطاقة في موزمبيق
رغم أن موزمبيق لم تكن من الدول الرئيسية المنتجة للنفط إلا أن هذا الاكتشاف يمثل تحولًا استراتيجيًا والدولة معروفة بإنتاج الغاز الطبيعي حيث تعد واحدة من أكبر ثلاث دول أفريقية في هذا المجال ومع هذا الاكتشاف وستتمكن موزمبيق من تنويع مصادرها الطاقية مما يعزز من قوتها الاقتصادية ويضعها على قدم المساواة مع كبار منتجي النفط
قلق أمريكي وفرنسي وتهديد للهيمنة التقليدية
يشكل هذا الاكتشاف تهديدًا مباشرًا للهيمنة التقليدية للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا على أسواق الطاقة العالمية ومع تحول موزمبيق إلى لاعب رئيسي في إنتاج النفط قد تتغير موازين القوى الاقتصادية والسياسية ، كما أن دخول الصين كشريك استراتيجي لموزمبيق يعزز من نفوذ بكين في القارة الأفريقية وهو ما يثير قلق الغرب بشكل متزايد.
دور الصين في هذا التحول الكبير
تعد الصين شريكًا رئيسيًا في هذا الاكتشاف حيث تسعى لتعزيز وجودها في قطاع الطاقة العالمي ومن خلال شركة “سينوك” استثمرت الصين بشكل كبير في مشاريع التنقيب في موزمبيق مما يعكس استراتيجيتها لتأمين مصادر الطاقة الضرورية لدعم اقتصادها الضخم والصين لا تكتفي بتطوير قطاع الطاقة في موزمبيق فقط بل تعمل أيضًا على بناء شراكات استراتيجية في مختلف أنحاء العالم مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل خريطة الطاقة الدولية.
الآثار الاقتصادية لموزمبيق
الاكتشاف النفطي سيغير اقتصاد موزمبيق بشكل جذري حيث ستتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد مما يعزز من إيرادات الدولة ويدعم مشروعات التنمية وستتمكن موزمبيق من تحسين بنيتها التحتية، خاصة في مجالات النقل والطاقة، وخلق فرص عمل جديدة مما يؤدي إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين.