تعد أفعي الأناكوندا من أخطر وأكبر الثعابين في العالم، وهي تعتبر أحد أشهر أنواع الثعابين في الثقافة الشعبية، بفضل قوتها الهائلة وحجمها الكبير تظهر الأناكوندا في العديد من الأفلام والقصص الخيالية كمخلوق مرعب يمكنه ابتلاع حيوانات كبيرة وحتى البشر وفي السنوات الأخيرة، تداولت بعض الأخبار عن وقوع حادثة نادرة لأفعي أناكوندا تبتلع سيدة، وهو ما أثار جدلا واسعا حول صحة هذه الروايات وحقيقة ما يحدث في البرية. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا الموضوع ونحقق في صحة هذه الحكايات المروعة.
هل يمكن لأفعي أناكوندا ابتلاع سيدة؟
في البداية، من المهم أن نعرف أن أفعي الأناكوندا هي واحدة من أكبر الثعابين في العالم، إذ يمكن أن يصل طولها إلى أكثر من 9 أمتار (30 قدما) ويبلغ وزنها حوالي 250 كيلوغراما أو أكثر تعيش الأناكوندا بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية في أمريكا الجنوبية، وتتمتع بقدرة هائلة على السباحة والصيد ومع ذلك، تعتبر هذه الثعابين حيوانات انفرادية تفضل العيش في الأماكن الرطبة مثل الأنهار والمستنقعات، وتلتقط فرائسها من خلال الانقضاض عليها بعد لف نفسها حولها ثم سحقها.
ولكن بالنسبة لابتلاع الإنسان، رغم أن الأناكوندا قادرة على ابتلاع فرائس كبيرة مثل الغزلان والخنازير البرية، فإن القدرة على ابتلاع إنسان هي موضوع غير مؤكد ومثير للجدل بين علماء الحيوانات ولم يتم تسجيل حالات موثوقة لثعابين الأناكوندا التي تبتلع إنسانا، رغم أن بعض الأفلام والإعلام قد استعرضت هذا السيناريو بشكل مبالغ فيه.
ما وراء الحكايات والشائعات
رغم عدم وجود أدلة علمية قاطعة على أن الأناكوندا قد ابتلعت شخصا، إلا أن الشائعات حول هذا الموضوع تزداد كلما زاد اهتمام الإعلام بالأفاعي العملاقة وبعض الحكايات التي انتشرت تشير إلى أن هناك سيدة تم ابتلاعها من قبل أفعي أناكوندا في مناطق نائية في غابات الأمازون، ولكن لم يتم توثيق هذه الحوادث في سجلات حقيقية أو من قبل خبراء في علم الزواحف.
في الواقع، ثعابين الأناكوندا لا تعتبر من الأنواع التي تهاجم البشر بشكل منتظم، بل تفضل الانقضاض على الفريسة التي تكون أصغر منها حجما، مثل الطيور أو الثدييات الصغيرة وتتمثل طريقة الصيد الرئيسية للأناكوندا في لف جسمها حول الفريسة، ثم سحقها، ولا يقتصر الأمر على تناول الطعام ببلع الفريسة كاملة كما يحدث مع بعض أنواع الثعابين.
الخوف والإعلام: كيف يساهم الإعلام في تضخيم الخرافات؟
الإعلام، خاصة في الأفلام السينمائية، يلعب دورا كبيرا في خلق صورة مرعبة للأناكوندا وحيوانات أخرى، أفلام مثل “Anaconda” التي تم إصدارها في التسعينيات لعبت دورا في تعزيز الفكرة الخيالية عن ثعبان عملاق يبتلع البشر وبالرغم من أن هذه الأفلام خيالية، إلا أن الجمهور غالبا ما يخلط بين الحقيقة والخيال، مما يؤدي إلى تضخيم الخوف من هذه الزواحف.