تسمح وزارة الداخلية بفتح باب تقديم الالتماسات من الطلاب غير المقبولين بكلية الشرطة، بعد إعلان النتيجة، حيث يتم فحص هذه الالتماسات وتحديد المستحقين للانضمام لكلية الشرطة للعام الجديد.
وفي قلب القاهرة، حيث يُصاغ مستقبل الأمن بأيدٍ شابة وأحلام طموحة، شهدت أكاديمية الشرطة يومًا فارقًا بالإعلان عن نتيجة قبول الطلاب لعام 2025.
في أجواء مفعمة بالتطلعات، وقف اللواء الدكتور هاني أبو المكارم، مساعد وزير الداخلية ورئيس الأكاديمية، ليكشف عن أرقام تسطر فصلًا جديدًا في كتاب الأمن المصري.
أرقام تتحدث
قالها اللواء أبو المكارم وهو يستعرض الإحصائيات بدقة تُشبه العملية التعليمية داخل الأكاديمية نفسها، فقد بلغ عدد المتقدمين للأكاديمية هذا العام 49,861 شابًا وشابة، أملًا في الانضمام إلى صفوف حماة الوطن.
ورغم ضخامة العدد، خاض 18,243 منهم فقط غمار لجان الاختيار، ليتم اختيار 2,950 طالبًا بعناية تعكس رؤية الأكاديمية في انتقاء الأفضل، من بين هؤلاء، كان النصيب الأكبر لحاملي شهادة الثانوية العامة، حيث تم قبول 800 طالب، أما خريجو الحقوق، فقد حصدوا 1,550 مقعدًا، بينهم 1,450 شابًا و100 فتاة.
ولم تغب التخصصات الأخرى عن المشهد، حيث رحبت الأكاديمية بـ500 طالب من المؤهلات الجامعية المتنوعة، بالإضافة إلى 50 طالبة من الحاصلات على شهادة التربية الرياضية، و50 وافدًا من خارج البلاد، في خطوة تُعزز من التنوع داخل الصفوف الأمنية.
أكاديمية تصنع الأبطال
ليس غريبًا أن تكون كلية الشرطة أشبه بمصنع أبطال، حيث تُحول الحلم إلى واقع من خلال منظومة تعليمية متكاملة، فالعملية هنا ليست مجرد تعليم نظري، بل صقل للمهارات البدنية، وتنمية للعقل، وتدريب على أرفع المستويات.
تضع الأكاديمية حقوق الإنسان على رأس أولوياتها، لتضمن أن خريجيها لا يحملون فقط شرف الزي الشرطي، بل أيضًا وعيًا قانونيًا وإنسانيًا يُترجم العدالة على أرض الواقع.
اللواء أبو المكارم أكد خلال كلمته أن الأكاديمية تتبنى خططًا تعليمية حديثة تُنافس بها كبرى المؤسسات الأمنية العالمية، مناهج متطورة، وبرامج تدريبية شاملة، وابتعاث الطلاب للدراسات العليا بالخارج، كل ذلك يهدف إلى تخريج ضباط ليسوا مجرد حماة للسلام، بل قادة يُمكنهم مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة بروح من الابتكار والرؤية الشاملة.
رحلة نحو المستقبل
النتيجة النهائية ليست مجرد قوائم تحمل أسماء المقبولين؛ إنها بداية رحلة نحو صناعة مستقبل مشرق، خلف كل اسم حكاية طموح، ووعد وطني بحماية البلاد.
إنها ليست مهمة سهلة، لكنها تستحق العناء، فداخل أسوار الأكاديمية تُزرع بذور الكفاءة، وتنمو أشجار الأمان التي تظلّل الوطن كله، كل لحظة داخل أكاديمية الشرطة هي درس في التضحية والانضباط، من تدريبات شاقة تُكسب الطلاب القوة البدنية، إلى محاضرات تُضيء عقولهم بالعلم والمعرفة، الكلية تُعدُّ خريجيها ليكونوا سدًا منيعًا أمام التحديات الأمنية.
بين الأرقام والقصص، يُبرز يوم إعلان نتيجة كلية الشرطة لعام 2025 جانبًا من قصة الوطن، إنه اليوم الذي لا تُصنع فيه الأسماء فقط، بل تُصنع فيه الأبطال.
هؤلاء هم أبناء مصر الذين سيحملون على عاتقهم مهمة حماية السلام، وتحقيق العدالة، ورفع راية الأمن عاليًا، من داخل هذه الأسوار، يُصاغ المستقبل، ومن بين هذه الأسماء، يبدأ فصل جديد في قصة مصر الأمنية”.
نقلا عن اليوم السابع