في خطوة غير تقليدية وغير مسبوقة، أعلنت دولة أوروبية عن حملة تهدف إلى تشجيع الشباب الأجانب على الزواج من فتياتها، ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية وطنية لمواجهة مشكلة التراجع السكاني ونقص الأيدي العاملة، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة الوطنية والانفتاح على الخارج، وهذه الدعوة التي لاقت اهتماما واسعا في وسائل الإعلام، أثارت العديد من التساؤلات حول الشروط والفوائد التي قد يحصل عليها الشباب المتزوجون من فتيات هذه الدولة.
أسباب الحملة
تعاني العديد من الدول الأوروبية من انخفاض معدلات الولادة وزيادة معدلات الشيخوخة بين السكان، فقد أظهرت الدراسات أن نسبة كبار السن في بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا والبرتغال أصبحت مرتفعة للغاية، مما يهدد استقرار الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، كما أن نقص الأيدي العاملة نتيجة لانخفاض أعداد الشباب المحليين يزيد من الأعباء على الدول من خلال تقليص القاعدة الضريبية وتزايد الحاجة إلى الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية لكبار السن.
الشروط التي وضعتها الدولة
وضعت الدولة المعنية عدة شروط للزواج من فتياتها في إطار الحملة، وهي كالتالي:
- القدرة على الاندماج الثقافي: يجب على الشباب الراغبين في الزواج من فتيات الدولة الأوروبية أن يظهروا استعدادا للتكيف مع الثقافة المحلية وتعلم اللغة الوطنية، ويتم توفير دورات تدريبية لتعليم اللغة وتسهيل التفاعل مع المجتمع المحلي.
- الضمانات المالية: من أجل ضمان الاستقرار المالي للأسر الجديدة، يطلب من المتقدمين إثبات قدرتهم المالية على تأمين حياة مستقرة لشريكتهم المستقبلية، مما يشمل وظيفة ثابتة ودخل كاف.
- الموافقة الاجتماعية: يجب أن يخضع الزواج للموافقة الرسمية من قبل الجهات المختصة التي تضمن أن الزواج ليس فقط دافعا للانتفاع بالمزايا، بل أيضا نابع من رغبة حقيقية في بناء أسرة.
- التسجيل في السجلات الرسمية: يتم توقيع عقد الزواج وتسجيله في السجلات المدنية مع التزام الزوجين بحقوق وواجبات قانونية واضحة.
الفوائد التي يحصل عليها الشباب
- الإقامة والعمل: من أبرز الفوائد التي يحصل عليها الشباب الأجانب المتزوجون من فتيات الدولة، هو الحصول على إقامة دائمة في البلد، كما يمنح لهم الحق في العمل، ما يفتح أمامهم العديد من الفرص الاقتصادية والاجتماعية.
- الحوافز المالية: تقدم الحكومة حوافز مالية للأزواج الجدد مثل منح مالية، مساعدات للسكن، وأحيانا خصومات ضريبية للأسر التي تلتزم بالعقوبات الاجتماعية والدينية المحلية.
- دعم العائلة: تقدم الدولة دعما للأسر الجديدة في مختلف المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم، كما توفر تسهيلات في ما يخص الرعاية الاجتماعية والضمانات التقاعدية.
- فرص الحصول على الجنسية: من بين الفوائد الأخرى، يحصل الزوج على فرصة للحصول على الجنسية بعد فترة معينة، بشرط أن يلتزم بالأحكام القانونية المتعلقة بالإقامة والعمل والاندماج في المجتمع.
- الإعفاء من بعض الرسوم: يتم إعفاء المتزوجين حديثا من بعض الرسوم الحكومية، مثل رسوم السكن أو بعض الخدمات العامة، مما يقلل من الأعباء الاقتصادية عليهم.
هذه الحملة من شأنها أن تثير الكثير من الجدل والمناقشات على الصعيدين المحلي والدولي، ففي حين تعتبر خطوة جريئة من دولة أوروبية لمواجهة أزمة ديموغرافية، يرى البعض أن هذه السياسة قد تفتح المجال للاستغلال من بعض الأطراف التي قد تستخدم الزواج كوسيلة للحصول على مزايا اجتماعية واقتصادية، ومع ذلك تبقى الحوافز التي تقدمها الدولة مغرية للكثير من الشباب الراغبين في تغيير حياتهم وبناء مستقبل مشترك مع شريك من هذه الدولة الأوروبية.