منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، اعتمد استراتيجية اقتصادية متعددة المحاور لتعزيز مكانة مصر الاقتصادية، مستغلا مواردها الطبيعية بشكل فعال ويأتي في مقدمة هذه الموارد الغاز الطبيعي، حيث شهدت مصر تقدما ملحوظا، آخره الإعلان عن اكتشاف حقل غاز ضخم غرب دلتا النيل، وهو ما أثار آمالًا واسعة بتحقيق تحول اقتصادي كبير.
حقل ريفين: ركيزة الاستراتيجية الغازية في مصر
يقع حقل ريفين للغاز ضمن خطة طموحة لقطاع النفط المصري لتطوير موارد الغاز الطبيعي وبالتعاون مع شركة النفط البريطانية “بي بي”، يضم الحقل خمسة مواقع تحتوي على 25 بئرا، ويتوقع أن تسهم في تعزيز الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي وتبلغ الاحتياطيات الهائلة التي يحتويها الحقل مؤشرا إيجابيا على قدرة مصر على تحقيق قفزة في إنتاجها الطاقوي.
التكنولوجيا المتقدمة في خدمة التنمية
سفينة الحفر العملاقة “فالاريس دي إس-12″، التي تم نشرها للعمل في موقع الحقل، تعد واحدة من أحدث التقنيات في المجال وتتميز السفينة بقدرتها على الحفر في أعماق تصل إلى 12 ألف قدم، مما يجعلها أداة أساسية لاستكشاف البئرين التنمويين “غرب ريفين-4″ و”غرب ريفين-5” ويتوقع أن تضيف هذه العمليات نحو 200 مليون قدم مكعبة يوميا إلى الإنتاج الوطني، بالإضافة إلى 8 آلاف برميل يوميا من المكثفات.
التحديات والإمكانات
رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، إلا أن انخفاض الإنتاج مؤخرا في بعض الحقول دفع مصر لاستيراد الغاز المسال، لكن مع تطور حقل ريفين ومشروعات الربط مع مجمع غازات الصحراء الغربية، تعزز مصر من قدراتها على تلبية الطلب المحلي المتزايد وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.
نحو مستقبل واعد
تواصل مصر تعاونها مع “بي بي” التي تمتلك 83% من الحقل، لتطوير الإنتاج ليصل إلى 900 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا وهذا الإنجاز يعكس حرص الحكومة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وجدولة مستحقات الشركات العالمية، مما يعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة لهذا الاكتشاف، تتطلع مصر إلى دور ريادي في سوق الطاقة العالمي، مع احتمالية أن تصبح قوة اقتصادية أكثر تأثيرا في المنطقة.