” 99% من الطلاب معرفوش يحلوه ” … السؤال الذي جنن طلاب الثانوية ما هو جمع كلمة هدهد في قاموس اللغة العربية؟ .. تبقى عبقري لو عرفت تحلها لوحدك !!!

هل يمكن أن تكون كلمة واحدة كافية لإثارة الحيرة والارتباك بين آلاف الطلاب؟ هذا ما حدث بالفعل عندما طُرح في أحد امتحانات الثانوية العامة سؤال عن جمع كلمة “هدهد” ورغم أن الكلمة تبدو بسيطة ومألوفة إلا أن الإجابة على هذا السؤال تسببت في سقوط العديد من الطلاب ولم يتمكن سوى 5% فقط من الإجابة عليه بشكل صحيح والسؤال لم يكن مجرد اختبار للمعرفة بل كان تحديًا حقيقيًا لقدرة الطلاب على استيعاب قواعد اللغة العربية ، فما هو جمع كلمة “هدهد”؟ وما الذي يجعل هذا السؤال معقدًا إلى هذا الحد؟ دعونا نستكشف الإجابة ونغوص في أصل الكلمة واستخداماتها في القرآن الكريم والأدب العربي.

جمع كلمة “هدهد”

عندما نتحدث عن جمع كلمة “هدهد” نجد أن اللغة العربية تقدم أكثر من صيغة صحيحة وهو ما يجعل الإجابة محيرة للكثيرين:

  • “هداهد” هي الصيغة الأكثر شيوعًا لجمع كلمة “هدهد” وهي جمع تكسير وفي هذا النوع من الجمع تتغير بنية الكلمة الأصلية لتعبر عن الجمع وتُستخدم هذه الصيغة في الأدب العربي والمراجع اللغوية عند الإشارة إلى مجموعة من طيور الهدهد.
  • الصيغة الثانية هي “هدهدات” وهي جمع مؤنث سالم وتُستخدم هذه الصيغة في سياقات محددة مثل التمييز بين الذكور والإناث أو في النصوص التي تفضل الجمع المؤنث.

أصل كلمة “هدهد”

كلمة “هدهد” تنتمي إلى الجذور العربية الأصيلة وهي من الكلمات الصوتية التي تحاكي الصوت الذي يُصدره الطائر واللغة العربية مليئة بمثل هذه الكلمات التي تُشتق من أصوات الكائنات مثل “صرصار” و”غاق” ، هذا الطائر لم يكن مجرد اسم في اللغة بل ارتبط بالعديد من الرموز والمعاني وفي الثقافة العربية يُعتبر الهدهد رمزًا للذكاء والبحث ويعود ذلك إلى دوره المميز الذي ذُكر في النصوص الدينية.

الهدهد في القرآن الكريم

الهدهد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة النمل حيث لعب دورًا محوريًا في قصة النبي سليمان عليه السلام وكان الهدهد هو الذي اكتشف مملكة سبأ وأبلغ سليمان بخبرها مما جعله رمزًا للبحث والاستطلاع ويقول الله تعالى:”فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ” (سورة النمل: 22) ، وهذا الظهور في القرآن الكريم جعل من الهدهد طائرًا استثنائيًا ليس فقط بذكائه بل بدوره في نقل الأخبار وإيجاد الحلول.

الهدهد في الأدب العربي

الهدهد لم يكن غائبًا عن الأدب العربي بل حظي بمكانة خاصة لدى الشعراء والكتّاب كالتالى:

  •  في الشعر: استخدم الشعراء الهدهد كرمز للذكاء والبحث عن الحقيقة وفي بعض القصائد كان يُشبَّه بالرسول الذي يحمل الأخبار أو بالشخص الحكيم الذي يسعى وراء المعرفة.
  •  في القصص الرمزية : في الأدب القصصي يظهر الهدهد كطائر ذكي يحمل الحكمة ويؤدي دورًا في حل الألغاز أو كشف الأسرار.
  •  في الأمثال الشعبية : في الثقافة الشعبية يُعتبر الهدهد رمزًا للبحث والاستطلاع وكثيرًا ما يُذكر في الأمثال التي تتحدث عن نقل الأخبار أو السعي وراء الحقائق.