في منطقة كابادوكيا بتركيا، تم اكتشاف واحدة من أكبر المدن تحت الأرض، وهي مدينة تاريخية يعود عمرها إلى العصور القديمة، حيث كانت هذه المدينة ملاذ آمن لسكانها، فقد استخدمت كمأوى من الحروب والغزوات التي اجتاحت المنطقة، فما يميز هذه المدينة هو تصميمها المعقد الذي يتألف من شبكة مترابطة من الأنفاق والغرف، مما وفر بيئة معيشية متكاملة لأكثر من 50 ألف شخص، وهو ما نكشف تفاصيله من خلال موقعنا فى السطور التالية.
أساطير غامضة
ارتبطت المدينة بالكثير من الأساطير القديمة التي تتحدث عن مدن يسكنها الجن ويعتقد السكان المحليون أن المدينة كانت شاهدة على تعايش فريد بين البشر والجن في سرية تامة بعيدًا عن أعين العالم، فكانت المدينة مجهزة بأنظمة متكاملة لتوفير المياه وأماكن العبادة، مما جعلها خيار ممتاز ومثالي للحياة. وتشير الدراسات إلى أن سكان المدينة، من البشر والجن، كانوا يعيشون بتناغم في مناطق منفصلة، مع وجود مرافق مشتركة مثل الأسواق والمطاعم.
وتقول بعض الروايات إن العلاقة بين الطرفين كانت قائمة على التفاهم والسلام، مما يجعل هذا الاكتشاف أكثر غموض وإثارة، فهذه المدينة تتكون ن 18 طابقًا ممتدة تحت الأرض، وتحتوي على جميع المرافق اللازمة للحياة، مثل غرف المعيشة، الأسواق، المدارس، وأماكن العبادة.
وتشتمل المدينة على أنظمة تهوية حديثة وخزانات مياه ضخمة لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للسكان، مما يعكس تخطيطًا عبقريًا يسبق عصره، ولكن قد تتساءل كيف تكيف السكان مع الظلام؟ ولكن برغم الظلام الدائم تحت الأرض، إلا أن السكان استطاعوا التكيف مع البيئة المحيطة عبر استخدام تقنيات معينة للإضاءة والتهوية، من أجل استمرار الحياة.