في اكتشاف غير مسبوق أعلنت الصين عن اكتشاف أكبر منجم ذهب في العالم بمنطقة “وانغو” في مقاطعة بينججيانج وسط البلاد، يعتبر هذا الاكتشاف من أضخم الاكتشافات في تاريخ صناعة التعدين حيث يقدر الاحتياطي المتواجد في المنجم بحوالي 300 طن من الذهب بقيمة تقدر بنحو 83 مليار دولار، وتقع طبقات الذهب على عمق يصل إلى كيلومترين تحت سطح الأرض ما يجعله من بين أغنى المناجم من حيث القيمة، التوقعات تشير إلى أن المنجم قد يحتوي على أكثر من 1000 طن من الذهب عند حفره لمسافات أعمق مما يفتح أمام الصين آفاقا جديدة في صناعة الذهب ويعزز مكانتها كأكبر منتج للذهب في العالم.
التحديات التقنية والاقتصادية لاستخراج الذهب
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف فإن استخراج الذهب من منجم “وانغو” لا يخلو من التحديات، يعتبر العمق الكبير للمنجم من أكبر العوائق التي ستواجهها الشركات الصينية المعنية بالاستخراج حيث يتطلب الأمر تقنيات متقدمة وأجهزة حفر عالية الدقة، بالإضافة إلى ذلك فإن العمليات التعدينية العميقة تتطلب استثمارات ضخمة في المعدات والعمليات اللوجستية مما يزيد من تكلفة استخراج الذهب، يتساءل العديد من الخبراء إذا ما كانت العملية ستكون مربحة على المدى الطويل بالنظر إلى التكاليف المرتبطة بها، لكن مع ذلك تزداد التوقعات بأن هذا المنجم سيحقق عوائد ضخمة وهو ما ينعكس في زيادة قيمة أسهم الشركات الصينية مثل “هونان جولد” التي تشارك في تطوير المنجم.
التأثير الكبير على الاقتصاد العالمي وأسواق الذهب
إلى جانب الأبعاد الاقتصادية الداخلية فإن هذا الاكتشاف سيكون له تأثيرات كبيرة على أسواق الذهب العالمية، مع زيادة احتياطات الصين من الذهب قد يشهد السوق العالمي زيادة في العرض مما ينعكس على الأسعار في الأسواق العالمية، قد يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في موازين القوة الاقتصادية بين الدول المنتجة للذهب مع تعزيز قدرة الصين على التحكم في أسعار الذهب عالميا، كما ستلعب هذه الثروة الجديدة دورا مهما في تعزيز قطاع التعدين الصيني مما يفتح مجالات واسعة للابتكار في تقنيات الحفر والتنقيب، من المتوقع أن يساهم المنجم بشكل كبير في الاقتصاد الصيني سواء من خلال زيادة الصادرات أو بتوسيع قاعدة الصناعة المحلية التي تستفيد من الذهب كأحد أهم الموارد الاقتصادية.