تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق استخدام الروبوتات في أكبر مشاريع البناء في العالم، وذلك في خطوة تهدف إلى تقليل ساعات العمل وزيادة الكفاءة في عمليات البناء يأتي هذا في إطار سعي المملكة لتنويع اقتصادها وتقليص الاعتماد على النفط، عبر تبني تقنيات مبتكرة تساهم في تسريع وتيرة الأعمال.
مشروع نيوم واستخدام الروبوتات
وفقاً لما نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، سيبدأ استخدام الروبوتات في موقع بناء “نيوم”، الذي يشمل مشروع “المدينة الخطية” بمسافة تمتد على 105 أميال، حيث خصصت المملكة أكثر من مليار ريال سعودي لهذا المخطط الضخم، الذي يهدف إلى تحويل منطقة شمال البلاد إلى مدينة ذكية تتسم بالتطور التكنولوجي.
وتعد هذه الخطوة جزءاً من رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تتضمن مشروعات عملاقة مثل “الخط” وأبراج قد تكون الأطول في العالم وقد بدأ تنفيذ هذه المشروعات منذ عام 2017، بمشاركة عمالة مهاجرة من دول جنوب آسيا مثل الهند وبنجلاديش ونيبال.
الدور الحيوي للروبوتات
يأتي هذا التحول في استخدام الروبوتات في البناء، عبر مشروع مشترك مع شركة “سامسونج C&T Corporation”، ليشكل خطوة هامة نحو أتمتة العمليات التي تتطلب عمالة كثيفة حيث سيتم نشر الروبوتات للمساهمة في تسريع وتيرة العمل، وتوفير المزيد من الكفاءة، وتقليل الحاجة للعمالة البشرية، مما يساهم في تقليل ساعات العمل بشكل ملحوظ.
وفي هذا السياق، قال ماجد مفتي، الرئيس التنفيذي لصندوق نيوم الاستثماري: “الاستدامة تعد مبدأ أساسياً في جميع مشاريعنا ليس فقط فيما نبنيه، بل كيف نبنيه أيضاً. من خلال أتمتة العمليات عبر الروبوتات، فإننا ندفع حدود الابتكار في مجال البناء.”
صندوق الثروة السيادية السعودي
تم تمويل المشروع بشكل كامل من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، الذي يشرف على مشاريع بقيمة 700 مليار دولار عبر المملكة كما يأتي هذا المشروع في وقت حساس حيث تم إعلان المملكة العربية السعودية كمضيف لكأس العالم 2034، مما يستدعي المزيد من البناء في الرياض والمناطق الأخرى.