في شوارع وأحياء القاهرة، ينتشر ظاهرة غريبة قد تكون غير مألوفة للكثيرين، حيث يتواجد أشخاص يقومون بجمع وشراء الزيت المستعمل من المنازل ويقوم هؤلاء بتجميع الزيت المستخدم في الطهي من البيوت، ويعيدون تدويره لاستخدامه مرة أخرى، خاصة في بعض المطاعم ولكن المشكلة تكمن في أن هذا الزيت المستعمل قد يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، سواء كان ذلك بسبب استخدامه في الطهي مرة أخرى أو بسبب معالجته في مصانع غير مرخصة، تعرف بـ “مصانع تحت السلم”.
هذا النوع من الزيت فيه سم قاتل يدمر الصحة
يبدأ الأمر عندما تقوم ربة المنزل أو أحد أفراد الأسرة باستخدام الزيت في الطهي، وبعد أن يصبح الزيت غير صالح للاستخدام بسبب ارتفاع درجة حرارته أو تكرار استخدامه، يتم التخلص منه في بعض الأحيان من خلال بيعه للأشخاص الذين يمرون أسفل المنازل في أحياء القاهرة. يتم تجميع هذا الزيت المستعمل ثم نقله إلى مصانع صغيرة غير مرخصة حيث يتم معالجته وإعادة استخدامه في الطهي مرة أخرى.
المخاطر الصحية لهذه الزيوت
من المعروف أن الزيت المستعمل يصبح ضارًا عندما يُعاد تسخينه عدة مرات، حيث يتفاعل مع الأوكسجين مما يؤدي إلى تكوين مركبات سامة قد تكون ضارة على المدى الطويل. يُمكن أن تتسبب هذه الزيوت في مشاكل صحية خطيرة، مثل التسمم الغذائي، أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم. على الرغم من ذلك، لا يعي الكثير من الناس هذه المخاطر، سواء كانوا من يبيعون الزيت أو الذين يشترونه لإعادة استخدامه.
مصانع تحت السلم: خطورة غير مرئية
هناك العديد من المصانع غير الرسمية التي تقوم بتدوير الزيوت المستعملة. هذه المصانع، التي تقع في أماكن غير مرخصة وتعمل تحت السلم، لا تخضع لأي نوع من الرقابة الصحية أو القانونية. وتستغل هذه المصانع غياب الوعي لدى المواطنين وتحفزهم على بيع الزيت المستعمل مقابل مبالغ مالية صغيرة. المشكلة الكبرى أن هذه الزيوت قد يُعاد استخدامها في المطاعم أو في منتجات غذائية أخرى، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
تحذير الأطباء من استخدام الزيوت المعاد تدويرها
في هذا السياق، يحذر الأطباء من استخدام الزيوت التي تمت إعادة تدويرها. فبحسب الدراسات الطبية، فإن الزيت الذي يتم تسخينه عدة مرات قد يسبب تلفًا في الأنسجة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض الجهاز الهضمي. كما أن استخدام هذه الزيوت في الطهي يزيد من نسبة الدهون الضارة في الطعام، مما يساهم في زيادة معدل السمنة وأمراض القلب.
العزوف عن بيع الزيت المستعمل: الحل الأمثل
نظرًا لتفاقم هذه المشكلة، بدأ العديد من ربات المنازل في التوقف عن بيع الزيوت المستعملة إلى هؤلاء الأشخاص الذين يجوبون الشوارع. قد يكون هذا التصرف هو الحل الأفضل، حيث يتعين على المواطنين أن يتخلصوا من الزيت المستعمل بطريقة آمنة بدلاً من بيعه للمصانع غير المرخصة التي قد تهدد حياتهم.