في مشهد يثير مشاعر التناقض، انتشر مقطع فيديو يُظهر مئات القرويين في جمهورية الكونغو الديمقراطية وهم يندفعون بحماس نحو جبل مليء بالذهب ومستخدمين أيديهم وأدوات بسيطة، يحفرون الأرض بحثًا عن المعدن الثمين، في صورة تعكس جانبًا من الواقع المعقد لهذا البلد الغني بالموارد الطبيعية، لكنه غارق في الفقر والصراعات.
اكتشاف كـارثي لجبل ذهب عملاق بحجم أسطوري
أظهر الفيديو المتداول مشاهد لعدد كبير من القرويين، بدا عددهم بالمئات، وهم يعملون بجدٍ في محاولة لاستخراج الذهب الخام من الجبل و يقوم القرويون بجمع القطع الصغيرة التي يعثرون عليها، ويأخذونها إلى منازلهم لغسلها بعناية من الأتربة والشوائب، ليظهر بعد ذلك بريق المعدن الأصفر. هذه الجهود اليدوية البسيطة تبرز افتقار المجتمع المحلي إلى التكنولوجيا والمعدات الحديثة التي يمكن أن تُحسن من عملية التنقيب وتقلل من المخاطر المرتبطة بها.
ثروات هائلة وشعب يعاني
رغم كونها واحدة من أغنى الدول الإفريقية من حيث الموارد الطبيعية، تعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من فقر مدقع وصراعات مستمرة. إلى جانب الذهب، تحتوي أرض الكونغو على 65% من إجمالي الكولتان الموجود في العالم، وهي مادة أساسية تُستخدم في صناعة الهواتف الذكية والحواسيب.
لكن هذه الثروات الهائلة لم تسهم في تحسين حياة السكان، بل على العكس، أصبحت نقمة عليهم. يواجه الشعب أطماع القوى الخارجية والشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لاستغلال الموارد دون تقديم أي فوائد ملموسة للمجتمع المحلي.
الثروات كسبب للصراع
بحسب موقع “ذا كبيل” النيجري، فإن الكونغو كان من المفترض أن تكون واحدة من أغنى بلدان إفريقيا بفضل مواردها الطبيعية، لكنها ابتليت بسلسلة لا تنتهي من الحروب والصراعات. وتؤكد التقارير أن السبب الرئيسي لهذه المآسي ليس سوى الثروات التي تمتلكها الأرض، حيث أصبحت هذه الموارد سببًا للصراعات الداخلية والخارجية التي تستنزف البلاد.
خطر التنقيب البدائي
على الرغم من الحماس الكبير الذي يدفع القرويين للتنقيب عن الذهب، إلا أن هذه العمليات تُعد خطرة للغاية. تودي حوادث انهيارات المناجم بحياة العديد من العمال سنويًا، مما يجعل البحث عن الذهب رحلة محفوفة بالمخاطر.
واقع مؤلم وطموح بلا حلول
انتشار الفيديو الذي يوثق سعي القرويين للبحث عن الذهب، والذي صُور نهاية الأسبوع الماضي وانتشر يوم الثلاثاء، يسلط الضوء على معاناة السكان في الكونغو. ورغم الجهود اليدوية البسيطة، إلا أن البلاد لا تزال غارقة في أزمات الفقر والبؤس نتيجة غياب التخطيط الحكومي لاستثمار هذه الثروات بشكل عادل ومستدام.