«الفراعنة كانو نينچا».. كيف احتفل المصريون القدماء بالعام الجديد؟ – طقوس دينية ومهرجانات مبهرة

بينما يحتفل العالم اليوم بقدوم العام الجديد بإطلاق الألعاب النارية وتبادل التهاني، كان للمصريين القدماء تقاليد خاصة ومميزة لاستقبال العام الجديد احتفالاتهم لم تكن مجرد مناسبة عابرة، بل ارتبطت بطقوس دينية ومهرجانات كبيرة، تعكس عمق ثقافتهم وارتباطهم بالطبيعة ومعتقداتهم الدينية.

مهرجان “ويبت رينبت” وطقوس التجدد

عرف المصريون القدماء احتفال العام الجديد باسم “ويبت رينبت”، والذي يعني “افتتاح العام”. وكان هذا المهرجان يتضمن العديد من الطقوس، أبرزها إخراج تماثيل الآلهة من المعابد وتعريضها لأشعة الشمس لتجديد طاقتها، وفقاً لمعتقداتهم، كما كانت الاحتفالات تشمل تبادل الهدايا بين الأصدقاء والأقارب، وهي عادة لا تزال قائمة في ثقافات كثيرة حول العالم.

احتفالات قرب أهرامات الجيزة

لم تقتصر الاحتفالات على المعابد فقط، بل كانت تقام مهرجانات ضخمة بالقرب من أهرامات الجيزة، حيث تجمع الناس لإحياء هذه المناسبة في أجواء مفعمة بالبهجة والتقدير للطبيعة والآلهة.

تغير مواعيد الاحتفالات

ومن المثير للاهتمام أن التقويم المصري القديم، الذي تضمن 365 يوماً، لم يكن يضم سنة كبيسة، ما أدى إلى تغير مواعيد مهرجان “ويبت رينبت” عبر الفصول بمرور الزمن، أشار الباحث الفلكي خوان أنطونيو بلمونتي إلى أن هذه الظاهرة جعلت المصريين يحتفلون بالمهرجان أحياناً في تواريخ مختلفة وحتى في أكثر من مناسبة خلال العام الواحد.

التقويم النقوشي لمعبد خنوم

في معبد خنوم بمدينة إسنا جنوب الأقصر، اكتُشف تقويم منقوش على الجدران يعود للفترة الرومانية، يُظهر أن المصريين القدماء أقاموا ثلاثة احتفالات لرأس السنة الجديدة في عام واحد وأوضح الدكتور ليو ديبويت، أستاذ علم المصريات بجامعة براون، أن هذه المهرجانات كانت تُقام في بداية العام الجديد وفي مناسبات خاصة مثل عيد ميلاد الإمبراطور الروماني.

الإرث الثقافي للاحتفالات

تعكس هذه الطقوس والمهرجانات اهتمام المصريين القدماء بالاحتفاء بالطبيعة ودور الآلهة في حياتهم اليومية، كما تظهر كيف ساهمت معتقداتهم وثقافتهم في تشكيل تقاليد استمرت عبر الزمن، ليبقى احتفال العام الجديد رمزاً للتجدد والبدايات الجديدة.