في قلب منطقة كابادوكيا بمحافظة نوشهر، وسط الأناضول، تم اكتشاف مدينة تحت الأرض يُعتقد أنها الأكبر في العالم، ويعود تاريخها إلى نحو 5000 عام ر هذا الاكتشاف المذهل يبرز عظمة الحضارات القديمة التي استوطنت المنطقة، ويؤكد غنى تركيا بالأماكن الأثرية الفريدة التي تسلط الضوء على حياة البشر في العصور الماضية.
مدينة أثرية مذهلة تحت الأرض يعيش فيها 50 ألف شخص
تشتهر منطقة كابادوكيا بأنها تضم أكبر عدد من المستوطنات البشرية تحت الأرض، بالإضافة إلى الكهوف والمساكن المنحوتة في الصخور ومع ذلك، فإن المدينة المكتشفة حديثًا حول تلال نوشهر، بالقرب من مدينة قيصرية، تعتبر استثنائية من حيث الحجم والتعقيد.
حسن أونفر، عمدة مدينة نوشهر، أشار إلى أن المدن الأخرى تحت الأرض تبدو وكأنها “مطبخ” مقارنةً بهذا الاكتشاف الهائل، مما يعكس ضخامة المدينة المكتشفة حديثًا مقارنة بالمستوطنات الأخرى.
تفاصيل الاكتشاف
بدأ الاكتشاف أثناء تنفيذ أعمال البنية التحتية لمشروع سكني في المنطقة. محمد طوران، رئيس إدارة تطوير الإسكان، أوضح أن الحفريات الأولية كشفت عن ممرات ومناطق قريبة من السطح، إلا أن القيمة الحقيقية للاكتشاف ظهرت عندما كشفت التنقيبات المتواصلة عن شبكة معقدة من الأنفاق والممرات.
- طول الأنفاق المكتشفة حتى الآن: يصل إلى 7 كيلومترات.
- المشاريع العمرانية المتأثرة: تم وقف العمل في المشروع السكني، ووُضعت المنطقة تحت الحماية الأثرية.
- عدد المشاريع التي أُدرجت تحت الحماية: بلغ حوالي 44 مشروعًا.
المدينة المكتشفة: تصميم معقد وحياة متكاملة
المدينة المكتشفة ليست مجرد سلسلة من الكهوف، بل نظام معقد من الممرات والغرف التي تكشف عن أسلوب حياة متكامل تحت الأرض فتشير التقديرات إلى أن هذه المدينة قد استُخدمت كمأوى للسكان في أوقات الحروب أو الاضطرابات، مما يعكس عبقرية الهندسة والتخطيط في تلك الفترة.
كابادوكيا: تاريخ عريق
- يعود تاريخ كابادوكيا إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت موطنًا للعديد من الحضارات عبر العصور.
- بُنيت المنطقة كمأوى للسكان، خاصةً المسيحيين الذين لجأوا إليها خلال الفترات المضطربة حتى عام 1923.
- تتألف كابادوكيا من عدة مستويات تحت الأرض، بعمق يصل إلى 60 مترًا.
أهمية الاكتشاف
يعد هذا الاكتشاف من أبرز الإنجازات الأثرية الحديثة في تركيا، وقد تم إدراج المنطقة ضمن مواقع التراث الوطني والثقافي التركي، لضمان حمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة ويؤكد العلماء أن المدينة المكتشفة حديثًا تقدم رؤى جديدة حول الحضارات القديمة في منطقة الأناضول، وتشير إلى وجود نظام حياة متطور بشكل لا يُصدق، كان يخدم الأغراض الدفاعية والمعيشية.