تمكن شاب مصري من ابتكار حل ثوري في مجال حفظ الخضار والفاكهة، مما لفت أنظار العالم وجذب مطالبات بشراء فكرته بملايين الدولارات، في هذا التقرير، سنتناول تأثير هذا الابتكار على مستقبل مصر والعالم في قطاع الزراعة.
في خطوة علمية مبتكرة، نجح عبدالرحمن، خريج كلية الزراعة بجامعة عين شمس والمتخصص في علوم الطعام، في تطوير تقنية حديثة تتيح حفظ الخضروات والفواكه لفترات أطول دون تعرضها للتلف.
وقد أثار هذا الابتكار اهتمامًا محليًا ودوليًا، حيث تلقت الفكرة عروضًا مالية ضخمة، بلغ أحدها نحو 2 مليون دولار أمريكي.
بداية الابتكار، فكرة نمت من طموح شاب مصري
في مؤتمر “طريقك للأخضر لتشجيع المشروعات الصغيرة في قطاع الزراعة”، كشف الشاب المصري عبدالرحمن عن تفاصيل تجربته مع الابتكار الذي بدأ كحلم بسيط في أيامه الجامعية، وقال عبدالرحمن، “كانت فكرة بسيطة، بدأت بمناقشتها مع أصدقائي في الكلية، ومن ثم شكلنا فريقاً للعمل عليها”.
وأضاف عبدالرحمن أن المشروع انطلق منذ عامين، حيث بدأ هو وفريقه في إجراء تجارب واختبارات متواصلة لتطوير النموذج، ومع مرور الوقت، لفت المشروع الأنظار بفضل نجاحه الملحوظ، مما دفع الفريق للمشاركة في مسابقة “عين شمس تبتكر”، التي فتحت أمامهم فرصًا تمويلية ودعماً كبيراً، حيث اجتازوا أكثر من 20 مسابقة محلية.
الاعتراف الدولي والدعم من “الفاو”.
لم يتوقف نجاح عبدالرحمن وفريقه عند الحدود المحلية، بل امتد ليحظى باهتمام دولي، حيث وصل مشروعهم إلى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي أشادت به وأكدت إيمانها الكبير بالنتائج التي حققها الفريق، وأكد عبدالرحمن أن هذا الابتكار يمكن أن يُسهم في تحسين عمليات تصدير المنتجات الزراعية في مصر وتقليل تكاليف النقل، مما يعزز من قدرة مصر التنافسية في الأسواق العالمية.
عروض ضخمة للاستحواذ على الفكرة
وفيما يتعلق بالعروض المقدمة لشراء الفكرة، كشف عبدالرحمن أنه تلقى عروضًا مبدئية تراوحت بين 100 ألف جنيه و3 ملايين ريال سعودي، ومع تزايد الاهتمام بالفكرة، وصل أحدث عرض إلى 2 مليون دولار أمريكي، ما يعكس القيمة الاقتصادية الكبرى لهذا الابتكار، ورغم تلك العروض المغرية، أكد عبدالرحمن أنه يفضل أن يبقي المشروع في مصر وأن يعمل على تطويره بما يخدم الاقتصاد الوطني.
دعم حكومي، وزير الزراعة يتدخل
في خطوة مشجعة، أبدى وزير الزراعة، علاء الدين فاروق، اهتمامًا كبيرًا بالمشروع، حيث دعا عبدالرحمن للاجتماع به بعد المؤتمر، وعلق الوزير قائلاً، “تعالوا إلى مكتبي الساعة 3:30، وسأعرضكم على برنامج “شارك تانك””، وهو ما يُعتبر فرصة كبيرة لعبدالرحمن للظهور على منصة داعمة للمشروعات الريادية، حيث يمكنه تقديم مشروعه أمام لجنة من المستثمرين والخبراء للحصول على تمويل إضافي.
طموحات بلا حدود
برنامج “شارك تانك” يشكل نقطة انطلاق مثالية لعبدالرحمن وفريقه لتوسيع نطاق مشروعهم وإيجاد مزيد من الفرص لدعمه وتطويره، يطمح عبدالرحمن إلى أن يسهم ابتكاره في حل مشكلات التخزين والهدر الغذائي في مصر والعالم، ويؤكد أنه يعمل باستمرار على تحسين النموذج وإضافة تقنيات جديدة لتعزيز الاستدامة الزراعية.
تعد قصة عبدالرحمن مصدر إلهام للشباب المصري والعربي، حيث أظهر كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تتحول إلى مشروع عالمي، يساهم في تحسين قطاع الزراعة ويضع مصر في طليعة الابتكارات الزراعية.
هل سيبقى المشروع في مصر
يبقى السؤال المطروح، هل سينجح عبدالرحمن في تطوير مشروعه محلياً، أم سيضطر لقبول العروض المغرية من الخارج، وكيف ستؤثر هذه الفكرة على مستقبل الزراعة في مصر والعالم، الأيام القادمة هي من ستكشف الإجابة.