في إحدى المدارس، دخل الأستاذ إلى الفصل حاملا معه سؤالا أراد أن يكون مدخلا لمناقشة تفتح آفاق الطلاب، كتب على السبورة:
“ما معنى النجاح الحقيقي في الحياة؟”
طلب من كل طالب أن يكتب إجابته على ورقة، ثم يقرأها بصوت عالٍ أمام زملائه، بدأ الطلاب بقراءة إجاباتهم التي تنوعت بين النجاح في الدراسة، الحصول على وظيفة مرموقة، تكوين عائلة سعيدة، وجمع المال.
وحين جاء دور أحد الطلاب الهادئين في الصف، وقف ببطء وبدا عليه التردد، وقال بصوت منخفض:
“النجاح الحقيقي هو أن تجعل شخصا واحدا على الأقل سعيدًا في حياته، حتى لو كان على حساب سعادتك.”
ساد الصمت في الفصل، ونظر الأستاذ إلى الطالب مستفسرًا عن سبب هذه الإجابة، فأكمل الطالب بصوت متهدج:
“أبي توفي منذ سنوات، وكان يعمل ليلا ونهارا لكي لا نشعر بالجوع أو الحرمان. كان دائمًا يبتسم لنا، رغم أنه كان مرهقا، ولم أفهم في ذلك الوقت أنه كان يضحي بسعادته من أجلنا. الآن أدرك أن نجاحه لم يكن في المال الذي جمعه، بل في الحب الذي قدمه لنا، وفي كونه مصدر الأمان والسعادة لعائلته.”
امتلأت عينا الأستاذ بالدموع، ولم يستطع أن يمنع نفسه من التصفيق. وقف جميع الطلاب وصفقوا أيضا، فقد لمس كلام الطالب شيئا عميقا في نفوسهم جميعا.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك من هو أعظم من هذا الطالب، الذي علم الجميع درسا عن المعنى الحقيقي للنجاح.