تعد عودة النسور ذات الذيل الأبيض إلى سماء إنجلترا واحدة من أكثر قصص إعادة الحياة البرية إثارة في المملكة المتحدة وبعد اختفاء استمر قرابة قرنين ونصف، تشهد السماء الإنجليزية مرة أخرى تحليق هذا الطائر الجارح العظيم، الذي يحمل أجنحة بطول مترين ونصف المتر، ليعيد مجدًا طبيعيًا كان مفقودًا منذ أواخر القرن الثامن عشر.
ظهور أكبر طائر جارح في هذه الدولة وسط رعب السكان من حجمه وشكله المخيف !
كانت النسور ذات الذيل الأبيض، التي تُعتبر من أكبر الطيور الجارحة في بريطانيا، منتشرة بقوة في جنوب إنجلترا حتى القرن الثامن عشر ولكن بحلول عام 1780، اختفت تمامًا من جزيرة وايت، التي كانت آخر موطن معروف لها وبحلول عام 1918، انقرضت هذه الطيور تمامًا في المملكة المتحدة بسبب الصيد العشوائي وغير القانوني، الذي استهدفها بشكل مكثف.
مشروع إعادة النسور ذات الذيل الأبيض
في خطوة لإعادة هذا النوع المهدد إلى موطنه الطبيعي، أطلقت وكالة الغابات الحكومية مشروعًا طموحًا لإعادة النسور ذات الذيل الأبيض إلى جنوب إنجلترا. وفي الصيف الماضي، تم إطلاق ستة من هذه النسور في جزيرة وايت، وهي خطوة ضمن مشروع يمتد لخمس سنوات يهدف إلى استعادة هذا النوع إلى البيئة المحلية.
تم استقدام هذه النسور الستة من غابات اسكتلندا، حيث كانت تخضع لحماية ورعاية مكثفة. وتم تجهيز النسور بأجهزة تحديد المواقع لتعقب حركتها وسلوكها، مما يتيح للعلماء فهم طبيعة حياتها وتفاعلها مع البيئة الجديدة.
خصائص النسور ذات الذيل الأبيض
- حجمها الهائل: يصل طول جناح النسر إلى مترين ونصف المتر، مما يمنحه قدرة مذهلة على التحليق والسيطرة على الهواء.
- أسلوبها الفريد في الصيد: تعرف النسور ذات الذيل الأبيض بخاصية “الجلوس والانتظار”، حيث تفضل البقاء ساكنة لفترات طويلة في انتظار فريستها بدلاً من التحليق لمسافات طويلة للبحث عن الطعام.
- دورة التكاثر: لا تبدأ هذه الطيور في التكاثر حتى تصل إلى عمر أربع أو خمس سنوات، مما يجعل استعادة أعدادها في البرية تحديًا يتطلب وقتًا طويلًا وجهودًا مستمرة.
حياة النسور بعد الإطلاق
بعد إطلاق النسور في جزيرة وايت، تم رصد سلوكها من خلال أجهزة التتبع. أظهرت البيانات أن النسور تكون هادئة خلال فصل الشتاء، وتصبح أكثر نشاطًا خلال الصيف وهذا السلوك يعكس تكيفها مع البيئة الجديدة وتفاعلها مع التغيرات المناخية والفصول.
أهمية عودة النسور
تشكل عودة النسور ذات الذيل الأبيض إلى السماء الإنجليزية علامة فارقة في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في المملكة المتحدة فهذه الطيور ليست مجرد إضافة جمالية إلى الطبيعة؛ بل إنها تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الحيوانات الأخرى والحفاظ على توازن البيئة.