تستمر مصر في تقديم مفاجآت أثرية تساهم في تعزيز تراثها الحضاري الغني، ففي السنوات الأخيرة، شهدت البلاد العديد من الاكتشافات التي تسلط الضوء على تاريخها العريق وتبرز أهمية حماية هذه الكنوز من التهريب والاتجار غير المشروع، وأحد أبرز هذه الاكتشافات حدث في مدينة أسيوط، حيث تمكنت الجهات الأمنية من الكشف عن محاولة ضخمة لسرقة الآثار المصرية النادرة.
تفاصيل العملية الأمنية
بدأت العملية بعد تلقي العميد إبراهيم حمدي يوسف، مفتش مباحث منطقة وسط الصعيد، معلومات دقيقة عن وجود كمية كبيرة من القطع الأثرية في منزل المواطن محمد ج. ع. بناءً على هذه المعلومات، قامت الشرطة بتشكيل فريق بقيادة المقدم أحمد أبو حطب لمداهمة المنزل والتحقق من صحة المعلومات.
الكنوز المكتشفة داخل المنزل
- أثناء التفتيش الدقيق، عثرت الشرطة على مجموعة أثرية مميزة تضم أكثر من 1005 قطعة من العملات المعدنية المصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز.
- بالإضافة إلى ذلك، وجدت 24 قطعة من الخزف والفيانس على شكل أسد رابض، و7 قطع من جعران الفيانس بنقوش هيروغليفية، و20 قلادة متنوعة تحتوي على خرز وتمائم وجعارين.
- كما تم العثور على تماثيل وأوانٍ من الجرانيت الأسود، ولوحات حجرية، ومجسم لتابوت الملك توت عنخ آمون بداخله مومياء.
الإجراءات القانونية المتخذة
بعد ضبط المتهم بالقطع الأثرية، اعترف بحيازتها بقصد الاتجار غير المشروع وتمت إحالة القضية إلى المحكمة، وقررت هيئة الدائرة الحادية عشر بمحكمة جنايات أسيوط تأجيل المحاكمة لجلسة 6 أكتوبر المقبل لمناقشة شهود الإثبات، مع استمرار حبس المتهم حتى موعد الجلسة.
أهمية حماية التراث من التهريب
تشكل هذه العملية إنجازًا مهمًا في جهود حماية التراث المصري من عمليات التهريب والاتجار غير القانوني، فالآثار ليست مجرد قطع فنية، بل هي سجلات تاريخية تجسد هوية مصر عبر العصور، ولذا فإن حماية هذه الكنوز يعد واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يساهم في الحفاظ على تاريخ وحضارة البلاد للأجيال القادمة.