في إعلان غير مسبوق قد يغير مجرى الاقتصاد المصري، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن اكتشاف حقل غاز ضخم غرب دلتا النيل، وهو الاكتشاف الذي أثار تساؤلات واسعة حول تأثيره على مستقبل الاقتصاد المحلي وقدرة مصر على منافسة أكبر منتجي الغاز في العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
حقل “ريفين”: ثروة جديدة لمصر
يعد حقل “ريفين” أحد أهم اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر، ويقع في البحر المتوسط ضمن خطة قطاع النفط المصري لتوسيع وتنمية احتياطيات الغاز في منطقة غرب دلتا النيل الحقل يتم استثماره بالتعاون مع شركة “بي بي” البريطانية، ويتضمن خمسة حقول تحتوي على 25 بئرًا. هذه الاحتياطيات تمثل ركيزة استراتيجية لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، مما يعزز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها الداخلية.
وقد بدأت شركة “بي بي” بالفعل عمليات الحفر في الحقل باستخدام سفينة الحفر العملاقة “فالاريس دي إس-12” التي تعمل في أعماق بحرية تتراوح بين 7500 قدم و 12 ألف قدم، حيث تهدف هذه العمليات إلى حفر بئرين تنمويين لإنتاج الغاز الطبيعي والمكثفات، وهو ما سيرتقي بالإنتاج الوطني ويساهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد، خاصة في قطاع الكهرباء.
تأثير الاكتشاف على الاقتصاد المصري
تتوقع مصر أن يسهم الحقل الجديد في إضافة كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، تصل إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميًا من البئرين الجديدين كما يُتوقع أن يُنتج الحقل 8 آلاف برميل من المكثفات يوميًا خلال العام المالي الحالي هذه الأرقام تشير إلى إمكانيات ضخمة لتقليص الاعتماد على استيراد الغاز، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي بشكل كبير.
ويُعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في مصر، التي كانت قد شهدت تراجعًا في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا من حقل “ظهر”، أكبر الحقول المصرية من المنتظر أن يسهم حقل “ريفين” في سد الفجوة الناتجة عن انخفاض الإنتاج المحلي في الآونة الأخيرة.