تُعد ظاهرة أكل الثعابين لبعضها البعض واحدة من السلوكيات المثيرة للدهشة في عالم الزواحف، والتي أثارت فضول العلماء لفهم أسبابها ودوافعها ورغم أن هذا السلوك قد يبدو غريبًا، إلا أنه يعتبر جزءًا من طبيعة بعض أنواع الثعابين ويؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي.
أنواع الثعابين المعروفة بأكل بعضها
من بين الأنواع الشهيرة التي تمارس هذا السلوك، تبرز الكوبرا الملكية، التي تعيش في مناطق عديدة من آسيا، لا سيما في الهند والصين تتميز الكوبرا الملكية بطولها الكبير الذي قد يصل إلى 18 قدمًا، وبسمّها القوي الذي يساعدها على قتل فريستها بسهولة، بما في ذلك الأنواع السامة مثل الكرايت ويُعتقد أن السبب وراء هذا السلوك هو تقليل المنافسة على الغذاء في بيئتها الطبيعية.
كذلك، تُعرف الثعابين الملكية الشرقية، التي تعيش في أمريكا اللاتينية، بقدرتها على افتراس الثعابين الأخرى، مستفيدة من سمّها القوي ومقاومتها لسموم الثعابين الأخرى تعتمد هذه الثعابين على مهارتها في الالتفاف على الفريسة وشلّ حركتها قبل تناولها.
أسباب هذا السلوك
تشير الدراسات إلى عدة أسباب رئيسية تدفع الثعابين إلى أكل بعضها البعض، منها:
1. قلة الموارد الغذائية: عندما تنخفض أعداد الفرائس المتاحة، تلجأ الثعابين إلى افتراس بعضها لتأمين الغذاء ومن الأمثلة البارزة على ذلك، ثعبان الصخور الأفريقي الذي قد يصل طوله إلى 20 قدمًا ويتميز بقدرة عالية على افتراس الثعابين الأخرى.
2. النزاعات الإقليمية: تسعى بعض الثعابين إلى السيطرة على مناطق معينة وضمان احتكارها للموارد في تلك المناطق، مما يدفعها لمهاجمة المنافسين من الثعابين الأخرى.
3. الاختلاف في الحجم: تقوم الثعابين الكبيرة في بعض الأحيان بافتراس الأنواع الأصغر حجمًا، خاصة في أوقات ندرة الغذاء.
4. ضيق المساحة: يؤدي نقص المساحات المتاحة للعيش إلى زيادة التوتر والعدوانية بين الثعابين، مما يدفعها إلى افتراس بعضها.
تكيّف بيئي ودور في التوازن الطبيعي
يلعب هذا السلوك دورًا بيئيًا هامًا، حيث يساعد في تقليل أعداد الثعابين ويحد من التنافس بينها على الموارد الغذائية كما يساهم هذا التوازن الطبيعي في تقليل احتمالية لدغ البشر والحيوانات الأخرى.