في خطوة قد تغير ملامح سوق الطاقة العالمية أعلنت موزمبيق مؤخرا عن توقيع عقود جديدة للتنقيب عن النفط مع شركة “سينوك” الصينية العملاقة، وهذا التعاون الجديد يفتح آفاقا واسعة لمشاريع كبيرة في قطاع النفط في المياه الإقليمية للبلد الأفريقي مما قد يسهم في تعزيز اقتصاده المحلي بشكل غير مسبوق، ومن المتوقع أن تمثل هذه الاكتشافات النفطية بداية لتحولات كبيرة في صناعة النفط في المنطقة مما يزيد من أهمية موزمبيق على الساحة العالمية.
التنقيب في موزمبيق
في تطور مثير نجحت خمس شركات تابعة لشركة النفط الصينية العملاقة “سينوك” (CNOOC) في الحصول على امتيازات جديدة للتنقيب عن النفط في خمس مربعات بحرية قبالة سواحل موزمبيق، وهذا الاتفاق يمهد الطريق لمشاريع ضخمة في قطاع النفط، والتي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد في موزمبيق وأسواق النفط العالمية، وتقع هذه الامتيازات في مياه بعمق يتراوح بين 500 إلى 2500 متر، وتغطي مساحة تبلغ 29 ألف كيلومتر مربع بموجب العقود الموقعة بين الحكومة الموزمبيقية وشركة “سينوك”، سيبدأ تنفيذ العمليات الاستكشافية التي ستستغرق أربع سنوات في المرحلة الأولى مما يعد خطوة هامة نحو إنتاج النفط في المستقبل القريب.
موزمبيق تحولت من كونها منتجا كبيرا للغاز إلى سوق جديدة للنفط
على الرغم من أن موزمبيق ليست من الدول الكبرى في إنتاج النفط إلا أنها تعتبر من أهم الدول الإفريقية في مجال الغاز الطبيعي، فمنذ انطلاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا أصبح لدى موزمبيق دور كبير كمصدر لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي مما جعلها واحدة من اللاعبين الرئيسيين في سوق الغاز العالمي، وتعد شراكة موزمبيق مع شركة “سينوك” خطوة استراتيجية تهدف إلى تنويع قطاع الطاقة في البلاد منذ عام 2019، وقعت شركة “سينوك” اتفاقية مع شركة “موزمبيق إل إن جي 1” لبيع وشراء الغاز من محطة الغاز الطبيعي المسال البرية في المنطقة مما يسهم في تعزيز مكانة موزمبيق كمركز إقليمي للطاقة في إفريقيا.
تفاصيل الامتيازات النفطية الجديدة
تتضمن هذه الامتيازات الجديدة خمس مربعات بحرية قبالة سواحل موزمبيق التي ستخضع لإدارة شركة “سينوك” الصينية التي ستتولى المسؤولية الرئيسية عن عمليات التنقيب والإنتاج، وستستفيد الشركات التابعة لـ”سينوك” من حصص تشغيلية تصل إلى 80% في بعض المربعات بينما ستحتفظ الشركة الوطنية للهيدروكاربونات في موزمبيق “إي إن إتش” بحصص غير تشغيلية تتراوح بين 20% و30%، ستستغرق المرحلة الأولى من التنقيب أربع سنوات سيتم خلالها استكشاف الإمكانات النفطية المحتملة في هذه المناطق، ورغم أن موزمبيق ليست من كبار منتجي النفط إلا أن هذه الاكتشافات قد تمثل بداية لتغيير كبير في الاقتصاد المحلي والعالمي.