أعلنت الصين عن اكتشاف حقل غاز كبير في بحر الصين الجنوبي، ويقدر احتياطه بنحو 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهذا الاكتشاف المعروف باسم “لينغشوي 36-1” يمثل تحولا استراتيجيا للصين، ويعكس الجهود المستمرة لتقليل اعتمادها على واردات الغاز في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تقلبات في أسعار الطاقة.
الفرص الاقتصادية التي يوفرها الاكتشاف
يعتبر حقل “لينغشوي 36-1” واحدا من أبرز الاكتشافات في تاريخ التنقيب في المياه العميقة، ومن المتوقع أن يحدث تأثيرا كبيرا في تعزيز قدرة الصين على تلبية احتياجاتها من الطاقة مع بدء الإنتاج المتوقع الذي يصل إلى 10 ملايين متر مكعب يوميا، وقد يساهم هذا الاكتشاف في تقليل اعتماد الصين على استيراد الغاز الطبيعي الذي تجاوزت تكلفته في عام 2023 أكثر من 120 مليون طن، وتعد الصين أكبر مستورد للغاز في العالم لذلك فإن هذا الاكتشاف يوفر فرصة هامة لتعزيز أمن الطاقة الوطني وتحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
التقنيات المتطورة وراء النجاح
حقق الاكتشاف الكبير بفضل التقدم الملحوظ في تقنيات الحفر البحرية، وتم استخدام تقنيات حفر متطورة للوصول إلى طبقات الغاز على عمق 210 متر تحت قاع البحر، وفي عمق مائي يصل إلى 1500 متر، مما يعتبر تحديا كبيرا في مثل هذه العمليات البحرية باستخدام هذه التقنية المتقدمة استطاعت شركة “سينوك” الصينية إجراء استكشافات ناجحة مما يفتح الأفق لمزيد من الاكتشافات البحرية في بحر الصين الجنوبي الذي يعتقد أن لديه احتياطيات ضخمة أخرى من الغاز.
التحديات الجيوسياسية المرتبطة بالاكتشاف
لا يقتصر تأثير الاكتشاف على الصين فحسب بسبب الموقع الاستراتيجي لحقل “لينغشوي 36-1” في بحر الصين الجنوبي، فقد تظهر توترات جيوسياسية بين الصين والدول المجاورة مثل فيتنام والفلبين وماليزيا التي تطالب أيضا بحقوق الوصول إلى هذه الموارد البحرية الغنية على الرغم من تصاعد هذه التوترات، وتواصل الصين تأكيد حقوقها في المنطقة مما قد يعقد العلاقات الدولية أكثر كما أن هذه التوترات الإقليمية قد تؤثر على الاستقرار العام في المنطقة مما يستوجب اهتماما خاصا حول كيفية إدارة هذه النزاعات.
مستقبل الصين في أسواق الطاقة العالمية
بينما يفتح اكتشاف “لينغشوي 36-1” آفاقا جديدة للصين في قطاع الطاقة فإن الآثار المحتملة لهذا الاكتشاف تتخطى حدود الاقتصاد الصيني، وقد يساعد هذا الحقل الجديد في تغيير ديناميات الطاقة على مستوى العالم خاصة إذا استطاعت الصين الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتقليل اعتمادها على الواردات من الممكن أن يؤثر هذا التغيير بشكل ملحوظ على أسواق الغاز الدولية حيث ستصبح الصين لاعبا رئيسيا في هذه الأسواق مما قد يساهم في إعادة تشكيل استراتيجيات الطاقة على الصعيد العالمي.