في لحظةٍ عفوية، ومن بين سطور امتحان دراسي، خطّ طفل صغير كلمة كانت كفيلة بأن تعكس أعمق معاني الفقد والحزن. فقد تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة لإجابة كتبها محمد عبدالكريم حسن، الطالب في الصف الخامس الابتدائي، في امتحان اللغة العربية في إحدى مدارس شمال سيناء. الإجابة البسيطة التي كتبها الطفل في ردّه على سؤال حول «فضل الأم العظيم على أبنائها»، ألهبت القلوب وأثارت موجة من التعاطف عبر الإنترنت.
إجابة الطالب
كان السؤال الموجه للتلميذ يطلب منه توضيح فضل أمه عليه وواجبه نحوها، لكن الطفل لم يجد ما يعبر عن مشاعره سوى تلك الكلمات البسيطة: «أمي ماتت، ومات معاه كل شيء». عبارة اختصر بها محمد آلامه وأحزانه بعد فقد أمه التي تركت فراغًا كبيرًا في حياته، وجعلت من قلبه المكلوم مرآةً تعكس معاناته.
هذه الإجابة، التي صادفت في التوقيت لحظة ألم عميق، تحولت إلى حديث الساعة، وانتشرت على منصات الإعلام في مصر وخارجها. ومعها، توالت تعبيرات الحزن والدعاء لهذا الطفل الذي فقد أغلى شخص في حياته. كانت كلمات محمد بمثابة نداء إلى كل من يقرأها ليشعر بحجم الفراغ الذي يتركه فقد الأم في قلب أي شخص.
ورغم أن الإجابة كانت تعبيرًا عن الأسى، إلا أنها لاقت تفاعلًا إيجابيًا أيضًا. حيث قررت إدارة المدرسة تكريم الطفل تقديرًا لمشاعره، ومنحه شهادة تقدير لرفع معنوياته، خاصة وأنه ما زال في حالة من التأثر بفقدان أمه. كما تم منحه 11 من 14 في سؤال التعبير الإبداعي تقديرًا لعاطفته الصادقة.
عندما يتعلق الأمر بفقدان الأم، فإن الكلمات مهما كانت بسيطة أو مختصرة، لا يمكن أن تعبر تمامًا عن الشعور الداخلي لهذا الفراغ الكبير. ففي قلب الطفل محمد، ماتت الحياة مع وفاة أمه، وأصبح الزمن بعدها مجرد انتظار للوحدة والألم.