تُعد ظاهرة افتراس الثعابين لبعضها البعض من أغرب السلوكيات التي رُصدت في عالم الزواحف وعلى الرغم من أنها قد تبدو وحشية أو غير اعتيادية، فإنها تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن البيئي هذا السلوك، المعروف باسم “الكانيبالية” (Cannibalism)، لفت انتباه العلماء الذين سعوا لفهم أسبابه ودوافعه، خاصة لدى بعض الأنواع الشهيرة.
أنواع الثعابين التي تمارس هذا السلوك
- الكوبرا الملكية (King Cobra): تُعتبر الكوبرا الملكية من أشهر الثعابين التي تلتهم أبناء جنسها تتميز بطول قد يصل إلى 18 قدمًا وسمّ قوي يمكّنها من السيطرة على فريستها بسرعة موطنها الأساسي في جنوب وجنوب شرق آسيا، حيث تفضل افتراس الثعابين الأخرى، بما في ذلك الأنواع السامة
- الثعبان الملكي الشرقي (Eastern Kingsnake): يعيش هذا النوع في أمريكا الشمالية، ويُعرف بقدرته الفائقة على مقاومة سموم الثعابين الأخرى ويعتمد في صيده على الالتفاف حول فريسته لخنقها قبل التهامها
- ثعبان الصخور الأفريقي (African Rock Python): يُعد واحدًا من أكبر الثعابين في العالم، وقد يصل طوله إلى 20 قدمًا يشتهر بقدرته على افتراس الثعابين الأصغر حجمًا، خاصة عند ندرة الغذاء.
أسباب افتراس الثعابين لبعضها
تشير الدراسات إلى أن هذا السلوك قد يكون مدفوعًا بعدة عوامل، من بينها:
- ندرة الغذاء: في البيئات التي تفتقر إلى مصادر غذائية كافية، تلجأ الثعابين إلى أكل بعضها البعض كوسيلة للبقاء
- المنافسة الإقليمية: بعض الثعابين تهاجم غيرها لتقليل التنافس على الموارد مثل الغذاء والمأوى
- الفوارق الحجمية: تميل الثعابين الكبيرة إلى افتراس الأصغر منها، خاصة عندما تقل فرص الحصول على الغذاء
- ضيق المساحات: في البيئات التي تفتقر إلى المساحات الكافية، تصبح الثعابين أكثر عدوانية، مما يزيد من احتمالات افتراس بعضها.
الدور البيئي لهذا السلوك
على الرغم من غرابته، فإن أكل الثعابين لبعضها البعض يساهم في تنظيم أعدادها، ما يمنع حدوث تزايد مفرط قد يُخلّ بالتوازن البيئي كما يقلل هذا السلوك من التنافس على الموارد، مما يحافظ على استدامة النظام البيئي بالإضافة إلى ذلك، فإن تقليل أعداد الثعابين قد يحدّ من فرص تعرض البشر والحيوانات الأخرى لهجماتها، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة عالية لهذه الزواحف لذا فاليوم ومن خلال هذا المقال سوف نوضح لكم تفاصيل اكثر عن هذا الموضوع.