في تطور مفاجئ يشغل الساحة العالمية أعلنت موزمبيق عن اكتشاف أكبر بئر نفطي على وجه الأرض بإنتاجية تقدر بـ85 تريليون برميل وهذا الحدث التاريخي يضع موزمبيق في مقدمة الدول المنتجة للنفط، مما يجعلها منافسًا جديًا لدول الخليج وعلى رأسها السعودية ومع تزايد الحديث عن هذا الاكتشاف وظهرت مخاوف لدى قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا من التحولات التي قد تطرأ على خريطة الطاقة العالمية ، فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف؟ وكيف سيغير موازين القوى في صناعة النفط؟
اكتشاف نفطي ضخم يضع موزمبيق على خريطة الطاقة العالمية
شهدت موزمبيق الدولة الإفريقية الواعدة، اكتشافًا غير مسبوق في تاريخها حيث تمكنت من تحديد أكبر بئر نفطي في العالم وهذا الاكتشاف يفتح آفاقًا اقتصادية هائلة للدولة ويعزز من قدرتها على أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في صناعة الطاقة العالمية بإنتاجية تبلغ 85 تريليون برميل يتوقع أن تحتل موزمبيق مكانة مرموقة في سوق النفط العالمي مما يجعلها قادرة على منافسة دول كبرى مثل السعودية وروسيا.
دور شركة “سينوك” الصينية في الاكتشاف
لعبت شركة “سينوك” الصينية العملاقة دورًا رئيسيًا في تحقيق هذا الاكتشاف حيث حصلت على امتيازات للتنقيب عن النفط في خمس مناطق بحرية قبالة سواحل موزمبيق وتمتد هذه المناطق على مساحة شاسعة تصل إلى 29 ألف كيلومتر مربع مع أعماق مياه تتراوح بين 500 و2500 متر ، وبموجب العقود الموقعة مع الحكومة الموزمبيقية حصلت “سينوك” على حصص تشغيلية كبيرة تصل إلى 80% في بعض المناطق بينما تشارك الشركة الوطنية للهيدروكاربونات الموزمبيقية بحصص غير تشغيلية تتراوح بين 20% و30%.
تفاصيل الامتيازات والشراكات التشغيلية
تنقسم الامتيازات التي حصلت عليها “سينوك” إلى خمس مناطق رئيسية جاءت حصص التشغيل على النحو التالي:
- مربع إس 6-إيه (S6-A): 70% لشركة “سينوك”.
- مربع إس 6-بي (S6-B): 77.5% لشركة “سينوك”.
- مربع إيه 6-دي (A6-D): 77.5% لشركة “سينوك”.
- مربع إيه 6-إي (A6-E): 80% لشركة “سينوك”.
- مربع إيه 6-جي (A6-G): 79.5% لشركة “سينوك”.
- تخطط الشركة الصينية لتنفيذ عمليات استكشافية على مدار أربع سنوات وتشمل دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية لتقييم الإمكانات النفطية.
تأثير الاكتشاف على الاقتصاد الموزمبيقي
هذا الاكتشاف يمثل فرصة ذهبية لموزمبيق لتحقيق طفرة اقتصادية هائلة ومن المتوقع أن تسهم العائدات النفطية في تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الإيرادات الوطنية ، كما سيعزز هذا الاكتشاف من جاذبية موزمبيق للاستثمارات الأجنبية مما يضعها في مصاف الدول الأكثر تأثيرًا في قطاع الطاقة.
موزمبيق أصبحت مصدر عالمي جديد للطاقة
رغم أن موزمبيق لم تكن تُعرف كدولة منتجة للنفط إلا أنها كانت دائمًا واحدة من أكبر ثلاث دول إفريقية في إنتاج الغاز الطبيعي ومع هذا الاكتشاف، تصبح موزمبيق قوة مزدوجة في إنتاج النفط والغاز مما يعزز من دورها كمصدر رئيسي لإمدادات الطاقة العالمية وخصوصًا في ظل الأزمة الطاقية التي تواجه أوروبا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
دور الصين في إعادة تشكيل موازين الطاقة
تسعى الصين، من خلال شركة “سينوك” إلى تعزيز وجودها في أسواق الطاقة العالمية وبعد اكتشافات سابقة في بحر بوهاي وبحر الصين الجنوبي توسع الصين الآن نفوذها إلى إفريقيا وهذه الاستراتيجية تعكس رغبة الصين في تأمين إمدادات الطاقة لمواجهة الطلب المحلي المتزايد وفي الوقت ذاته تعزيز شراكاتها مع الدول الإفريقية.
آفاق مستقبلية لموزمبيق
بفضل هذا الاكتشاف يُتوقع أن تتحول موزمبيق إلى واحدة من أهم الدول المنتجة للنفط في العالم وهذا التحول لن يعزز فقط من مكانتها الاقتصادية بل سيضعها أيضًا في قلب المعادلة الجيوسياسية العالمية ومع استمرار عمليات التنقيب والتطوير يبدو أن موزمبيق في طريقها لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة.