في خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانتها في قطاع الطاقة العالمي، أعلنت الصين عن اكتشاف حقل غاز طبيعي هائل في بحر الصين الجنوبي، والذي يحمل اسم “لينغشوي 36-1″، ويتميز هذا الاكتشاف بحجم احتياطي ضخم يصل إلى 100 مليار متر مكعب، مما يجعله واحدًا من أبرز الاكتشافات البحرية على مستوى العالم، كماويأتي هذا في وقت حاسم، حيث تسعى الصين إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية المحلية من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد وتقليل اعتمادها على الواردات.
دور الحقل في تحقيق الاستقلال الطاقي للصين
يمثل حقل “لينغشوي 36-1” خطوة هامة في استراتيجية الصين لتحقيق استقلال طاقي طويل الأمد، فمن المتوقع أن يوفر الحقل إنتاجًا يقدر بحوالي 10 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، وهو ما سيسهم بشكل كبير في تقليص حجم الواردات، كما يعزز هذا الاكتشاف من استقرار الاقتصاد المحلي، كما يدعم القطاعات الصناعية التي تشهد نموًا مستمرًا، ويندرج هذا الإنجاز ضمن رؤية الصين لتحقيق التوازن بين تزايد الطلب المحلي على الطاقة والإنتاج المحلي، في مواجهة تقلبات أسواق الطاقة العالمية.
التحديات التقنية والإقليمية المرتبطة بالاكتشاف
تمكنت شركة “سينوك” الصينية من تحقيق هذا الاكتشاف عبر تقنيات متقدمة، حيث قامت بالوصول إلى أعماق بحرية تصل إلى 1500 متر، لاستخراج الغاز من عمق 210 أمتار تحت قاع البحر، فهذا الإنجاز يعكس قدرة الصين على تطوير تقنيات مبتكرة في قطاع الطاقة، ومع ذلك يواجه الاكتشاف تحديات جيوسياسية، حيث يعد بحر الصين الجنوبي منطقة نزاع بين الصين ودول أخرى مثل الفلبين وفيتنام، فرغم هذه التحديات، فإن هذا الحقل يعزز من مكانة الصين كقوة مؤثرة في أسواق الطاقة العالمية ويسهم في استقرار أسعار الغاز.