ينصرف الكثيرون عن الاهتمام بنوع زيت الطهي عند تقييم نظامهم الغذائي، ويركزون بشكل أكبر على نوعية الطعام نفسه، لكن هذا التفكير قد يكون محدودًا، لأن زيت الطهي يلعب دورًا كبيرًا في تحديد الفائدة الصحية للوجبات المحضرة، وقد أشار موقع “شي فايندز” إلى نوعين من زيوت الطهي يعتبرهما خبراء التغذية الأكثر ضررًا للصحة.
حذرت أخصائية التغذية سوزان مانزي من الأضرار الكبيرة الناتجة عن استخدام زيت فول الصويا وزيت الذرة، نظراً لاحتوائهما على مستويات عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 6، وأشارت مانزي إلى أن هذه الأحماض، رغم ضرورتها بكميات محدودة للجسم، قد تساهم في زيادة الالتهابات عندما تستهلك بشكل مفرط مقارنة بأحماض أوميغا 3، والتي تعتبر الدهون الصحية.
وأضافت أن هذه الزيادة غير المتوازنة في الأحماض الدهنية، التي تُعتبر شائعة في النظام الغذائي الغربي، تسهم في حدوث التهابات مزمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض مثل أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، والسمنة.
وأوضحت مانزي أيضًا أن الإفراط في تناول أحماض أوميغا 6، التي توجد بكثرة في الأطعمة المعالجة والمصنعة التي تحتوي على هذه الزيوت، يفاقم مشكلة زيادة الوزن، كما أنها تعزز الالتهابات التي تؤثر سلبًا على صحة التمثيل الغذائي وتزيد من تراكم الدهون في الجسم.
أحد الأنواع الأخرى من الزيوت التي تحمل مخاطر صحية كبيرة هي الزيوت المهدرجة جزئيًا، والتي سلطت الضوء عليها “مانزي”، غالبًا ما توجد هذه الزيوت في الأطعمة المصنعة، وخاصة المخبوزات الجاهزة، بالإضافة إلى كونها عنصرًا شائعًا في السمن.
وتحذر “مانزي” من أن هذه الزيوت تحتوي على الدهون المتحولة، التي تنتج عن إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية، هذه الدهون تتسبب في رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتقليل الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير، كما أن الدهون المتحولة تسهم في زيادة الالتهابات في الجسم، وتؤدي إلى مقاومة الأنسولين وزيادة الوز،. التأثير الالتهابي الناتج عن هذه الدهون يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا، مما يرفع من احتمالات الإصابة بالسمنة والمشكلات الأيضية المرتبطة بها. لذلك، من الأفضل تجنب هذه الزيوت قدر الإمكان للحفاظ على الصحة.
في مواجهة هذه المخاطر الصحية، تشدد “مانزي” على ضرورة البحث عن بدائل أكثر صحة للزيوت الضارة، مشيرة إلى زيت الزيتون البكر الممتاز كأحد الخيارات المثالية، يعد هذا الزيت خيارًا ممتازًا لصحة القلب، فهو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة والبوليفينول التي تقدم فوائد كبيرة في مكافحة الالتهابات.
توصي “مانزي” بزيت الزيتون الصافي لاحتوائه على مركبات فعالة، مثل البوليفينولات، التي تساهم في تقليل الالتهابات وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة، ويعتبر الأوليكانثال، أحد المركبات الفينولية الهامة في الزيت، عاملًا رئيسيًا في خصائصه المضادة للالتهابات، مما يجعله خيارًا مثاليًا لدعم نظام غذائي يهدف إلى تقليل الالتهابات.