“مستحيل طفل يكتب كدا”…إجابة طالب في الامتحان تجبر معلمه بنقله إلى مستشفى الأمراض العقلية | أكيد مريض نفسي

في خضم فترة امتحانات منتصف العام الدراسي، ومع انشغال الطلاب بالمراجعة والتوتر الذي يرافق تلك الفترة، يظل هناك دائمًا مكان للفكاهة التي قد تطرأ بشكل غير متوقع. في هذا السياق، أعاد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وواتساب تداول صورة لإجابات تلميذ على ورقة امتحان، مما أثار موجة من التعليقات والضحك، وفي الوقت نفسه تساؤلات حول حقيقة التعامل مع مثل هذه المواقف في النظام التعليمي.

الورقة التي أثارت الجدل كانت على ما يبدو لامتحان في إحدى المدارس الابتدائية، وتضمنت أسئلة في موضوعات عامة، لكن إجابات الطالب كانت بعيدة تمامًا عن التوقعات المعتادة. كانت الورقة مقسمة إلى ثلاثة أسئلة أساسية، حيث جاء أولها في شكل سؤال عن أنواع الطعام، ليجيب التلميذ إجابة قد تكون بعيدة عن السياق المعتاد: “السمك المقلي، السمك المشوي على الفحم، والسمك في الفرن”. وبكل براءة وتلقائية، اعتقد الطفل أن هذه الإجابة هي الأنسب، مما جعله يضطر لترك بصمة غريبة على ورق الامتحان.

ورقة إجابة الطالب

أما عن السؤال الذي كان يسأل عن “الذهب الأسود”، فقد كتب التلميذ إجابة مفاجئة لا تخلو من الطرافة: “لا أعرف، المعذرة، لقد كنت في المستشفى مع والدتي المريضة”. وعلى الرغم من أن هذه الإجابة قد تبدو غير متعلقة بالسؤال من الناحية الأكاديمية، فإنها تعكس جانبًا من الشخصية التي قد تكون مشغولة بشؤون أخرى أكثر إلحاحًا من الامتحانات.

وفي إجابة أخرى حول “فوائد الجمبري”، كتب التلميذ: “يجلب الحرارة للجسم، يقوي الركبتين، يزيد من فرص الإنجاب، وهو مفيد للمتزوجين”. وعلى الرغم من أن هذه الإجابة قد تكون بعيدة تمامًا عن الحقائق العلمية، إلا أنها تكشف عن مدى خلط المعرفة في ذهن الطفل بين المألوف والمفاهيم التي قد يسمعها في حياته اليومية.

مثل هذه المواقف، التي قد تُعتبر “غريبة” أو حتى “مضحكة”، تطرح سؤالًا هامًا حول أسلوب التدريس وتفاعل المعلمين مع الطلاب. فمن ناحية، يمكن أن تُظهر هذه الإجابات الطريفة عدم اهتمام البعض بالمواد الدراسية أو حاجتهم إلى فهم أفضل لمحتويات المنهج. ومن جهة أخرى، قد تكون هذه الإجابات بمثابة مرآة لأطفال لديهم مفاهيم قد تكون مشوهة أو ناقصة حول بعض المواضيع، وهو ما يقتضي أن يتحلى المعلمون بالصبر والقدرة على إعادة توجيه الطلاب بطريقة إيجابية.

من المثير للاهتمام أن بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي قد طالبت بإحالة التلميذ إلى “عيادة نفسية”، ما يعكس أحيانًا الاتجاه المبالغ فيه في التعامل مع مثل هذه الحالات، حيث يمكن أن تُعتبر مجرد لحظات من الفوضى البريئة أو ردود فعل عفوية من طفل قد يكون أكثر اهتمامًا بعائلته أو ما يحدث في حياته اليومية من التركيز على الأسئلة الأكاديمية.

في النهاية، تظل هذه الحوادث تذكيرًا بأن التعليم ليس مجرد عملية نقل للمعلومات، بل هو أيضًا عملية بناء شخصية وتنمية مفاهيم، حيث يجب على المعلمين أن يتعاملوا مع الطلاب بحذر ورحابة صدر، وأن يدركوا أن كل طفل يمتلك خلفية ومعرفة مختلفة، مما يفرض عليهم تقديم الدعم والتوجيه المناسبين.