يحرص ملايين المسلمين أثناء تواجدهم في المسجد الحرام على تأدية الفروض الخمسة والطواف حول الكعبة المشرفة، ومن المعروف أن المصلين في المسجد الحرام يصطفون على شكل دائرة غير مكتملة حول الكعبة، وهو وضع حديث، وكان هناك شكل آخر للصلاة في المسجد الحرام منذ فتح مكة.
من أول من أدار صفوف المصلين؟
وبالرغم من أن الصفوف الدائرية هي الوضع الحالي في الصلاة حول الكعبة ولكن هذا الوضع يعتبر جديدًا، وكانت توجد طريقة أخرى للصلاة في المسجد الحرام التي أطلق عليها البعض بـ«الحربة»، ويعتبر الحاكم الأموي خالد بن عبد الله القسري البجلي، هو أول من أدار صفوف المصلين حول الكعبة.
في العام الثامن الهجري بعد فتح مكة، تم تعيين الحاكم الأموي خالد بن عبدالله القسري، أميرًا عليها، ولم يصطف المسلمون دائريًا حول الكعبة المشرفة، حسب ما رواه أبي الوليد محمد بن أحمد الأزرقي في كتابة «أخبار مكة»، لافتًا إلى أن «القسري» هو من جعل صفوف المصلين دائرية، حيث كانت من قبل على شكل الحربة حيث إنها عبارة عن «أداة قتال أصغر من الرمح ولها نصل عريض».
كيف كانت الصلاة في المسجد الحرام؟
وأضاف «الأزرقي» في كتابة، أن جده عبد الرحمن بن حسن بن القاسم بن عقبة الأزرقي قال: «كان الناس يصلون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام، في وضع تركز حربة خلف المقام بربوة، حيث يصلي الإمام خلف الحربة، والناس وراءه، فمن رغب في صلى مع الإمام، ومن أراد طاف بالبيت وركع خلف المقام، فلما ولى خالد بن عبد الله القسري مكة لـ«عبد الملك بن مروان»، وحضر شهر رمضان، أمر خالد، القراء أن يصلوا خلف المقام، وأدار الصفوف حول الكعبة، نظرًا لأن الناس ضاق عليهم أعلى المسجد فأدارهم حول الكعبة».
سبب عدم اكتمال دائرة الصلاة حول الكعبة
ووفقًا لما أوضحه الشيخ أشرف صلاح، أحد علماء الأزهر الشريف، أما عن سبب عدم اكتمال دائرة الصلاة حول الكعبة المشرفة، فهو أن تلك المنطقة من الكعبة يقف الإمام ليؤم المصلين: «الإمام بيكون بيصلي إمام بهم، فلا يجب أن يقف أحد أمامه قدامه، فلابد أن يكون منه للكعبة مباشرة؛ فلا يتقدم مأموم على الإمام حتى لا تبطل الصلاة».