“يا وجع قلب”…رد فعل غير متوقعة لاب بعد ظهور نتيجة بنته في الامتحانات

بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، يعيش الطلاب حالة من الترقب والقلق، حيث يجدون أنفسهم أمام مفترق طرق حاسم في مسيرتهم الأكاديمية والمستقبلية، هذا التوقيت يشهد تضاربًا في المشاعر بين الأمل والطموح من جهة، وبين القلق والتردد من جهة أخرى، يسعى كل طالب لتحقيق حلمه بالالتحاق بالكلية التي طالما كانت في ذهنه، ولكن في الوقت نفسه، يجد نفسه محاصرًا بتوقعات وتصورات الأسرة التي قد لا تتماشى دائمًا مع الواقع الذي عاشوه، هذه اللحظة قد تكون محورية في تحديد مستقبلهم، وفي كثير من الأحيان، لا يدرك الآباء حجم التأثير النفسي الذي قد تتركه بعض التعليقات غير المقصودة أو الكلمات العابرة على أبنائهم، فالكلمات، مهما كانت بسيطة، قد تكون لها قوة تأثير هائلة، تؤثر بشكل عميق على الحالة النفسية للطلاب، مما يعوقهم عن المضي قدمًا في تفكيرهم أو اتخاذ قراراتهم المستقبلية.

في الآونة الأخيرة، لاقت رسالة كتبها أب لابنته بعد حصولها على 80% في الثانوية العامة انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر فيها عن خيبة أمله الكبيرة بسبب النتيجة التي حصلت عليها ابنته بعد سنة من الجهد والمصاريف، الرسالة لم تقتصر على مجرد إظهار الاستياء، بل تضمنت أيضًا تهديدات واضحة بتغيير مواقف الحياة اليومية للفتاة، حيث أخبرها بأنها ستكون مسؤولة عن جميع أعمال المنزل من طهي وتنظيف، وأشار إلى أنها لا تستحق أكثر من ذلك، بل الأكثر إثارة للدهشة، أن الأب أضاف تعبيرًا غير لائق عن استعداد للقبول بأي عريس يتقدم لها، ليختتم رسالته بعبارة قاسية: “يا خسارة التعب والمصاريف”.

 

هذه الرسالة، التي قد يراها البعض مجرد تعبير عن الإحباط، تعتبر في الواقع سلوكًا يحمل تأثيرًا نفسيًا بالغًا، خصوصًا عندما تكون من شخص يمثل مصدر الأمان والدعم في حياة الأبناء، كما أشار العديد من الأطباء النفسيين إلى أن مثل هذه الكلمات يمكن أن تؤدي إلى عواقب نفسية جسيمة على الفتاة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية أخرى، حيث أن كلمات مثل هذه قد تزرع في قلب الابنة شعورًا بالخذلان وعدم القيمة، مما يؤدي إلى تراجع ثقتها بنفسها وتدهور صحتها النفسية.

من المؤسف أن مثل هذه الحوادث تتكرر في الكثير من الأسر، حيث يتعرض الأبناء لضغوط نفسية بسبب توقعات وآراء الأهل، ولذلك، أصبح من الضروري أن يعيد الآباء النظر في طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم تجاه نتائج أبنائهم، ويجب أن يفهموا أن الدعم النفسي والتوجيه الإيجابي هما السبيل لتشجيع أبنائهم على تحسين أدائهم في المستقبل، بدلاً من إظهار خيبة الأمل في شكل كلمات قاسية، يجب أن يتم قبول النتائج بروح من التفهم والصبر، فكل طالب يسعى لتقديم أفضل ما لديه، والمهمة الأكبر للأهل تكمن في دعمهم ورعايتهم لتخطي أي مرحلة صعبة بثقة وإيجابية.