العالم كله مش مصدق…اكتشاف تاريخي تحت مياة نهر النيل سيغير التاريخ | مفاجأة

في خطوة تاريخية غير مسبوقة، تم اكتشاف مجموعة من النقوش الأثرية الهامة التي كانت قد خفيت تحت مياه النيل لعقود طويلة، هذه النقوش تم العثور عليها خلال مشروع المسح الأثري الفوتوغرافي الأول من نوعه، الذي يستهدف دراسة النقوش الصخرية الواقعة بين خزان أسوان والسد العالي، على الرغم من أن هذه النقوش قد تم اكتشافها في ستينيات القرن الماضي أثناء حملة إنقاذ آثار النوبة، إلا أنها لم تحظ بدراسة علمية معمقة حتى الآن.

تحتوي هذه النقوش على معلومات غنية وصور مذهلة لعدد من أعظم ملوك مصر القديمة، مثل الملك أمنحتب الثالث، الملك تحتمس الرابع، الملك بسماتيك الثاني، والملك إبريس، كما أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة قد بدأت أعمال موسمها الأول في المناطق المحيطة بجزيرتي فيلة الأصلية وكونوسوس، حيث تتمتع هذه النقوش بحالة حفظ ممتازة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تاريخ مصر الفرعونية واستكشاف أبعاد جديدة في حضارتها العريقة.

استخدام التقنيات الحديثة في الاكتشاف

تمكنت البعثة الأثرية من توثيق النقوش المكتشفة في قاع النيل باستخدام تقنيات متطورة وغير مسبوقة، فقد اعتمدت على غطس متخصص وتقنيات مسح أثري متقدمة، إلى جانب التصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت الماء، كما تم تطبيق تقنية التصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري) لرسم خرائط دقيقة للمنطقة، مما مكن العلماء من تحليل النقوش بشكل علمي شامل، في هذا السياق، أوضح الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة اتبعت أعلى المعايير العلمية المتعارف عليها دوليًا لضمان المحافظة على تلك اللقى الأثرية الفريدة.

حماية وتوثيق النقوش

في إطار سعيها للمحافظة على هذه الاكتشافات القيمة، بدأ الفريق الأثري في إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للنقوش، مما يساعد في توثيقها وحمايتها على المدى البعيد، يأمل العلماء أن يسهم هذا العمل في تعميق فهمنا للفترات التاريخية التي شهدتها مصر القديمة، خاصة في ظل حكم الملوك العظام مثل تحتمس الرابع وأمنحتب الثالث، بالإضافة إلى الملوك من العصر المتأخر مثل بسماتيك الثاني وإبريس، من جهته، أشار الدكتور إسلام سليم، مدير عام الإدارة العامة للآثار الغارقة، إلى أن هذه الاكتشافات قد تفتح أبوابًا للكشف عن مزيد من النقوش والمعلومات التي ستساهم في إثراء الدراسات التاريخية والآثارية عن الحضارة المصرية، وتقدم رؤى جديدة حول تطور تاريخها العريق.

آفاق المستقبل العلمي

تُعد هذه الاكتشافات محطة فارقة نحو إضاءة جوانب جديدة وغير مكتشفة من الحضارة المصرية القديمة، خصوصًا في ما يتعلق بتاريخ الأسرة الثامنة عشرة والعصر المتأخر، ومع استمرار الأبحاث، يُتوقع أن تكشف المزيد من النقوش والمعلومات التي قد تؤدي إلى إعادة صياغة مفاهيمنا التقليدية حول التاريخ المصري القديم، تلك الدراسات لا تقتصر فقط على إثراء معرفتنا، بل ستكون مرجعًا علميًا بالغ الأهمية للباحثين في مجالات الآثار والفنون المصرية.

يُعتبر هذا المشروع أيضًا مثالاً حيًا على قوة التعاون الدولي في مجال الآثار، حيث يمزج بين الخبرات المصرية والفرنسية لتقديم رؤية شاملة تسلط الضوء على واحدة من أعظم الحضارات التي عرفها البشر، مُبشرًا بمستقبل واعد في مجال استكشاف آثار مصر القديمة.